أكبر مزاد للكذب في العالم “فيس بوك”..طوني حدّاد
بتقول الخبرية :
من المؤكد أن عدد سكان دولة “فيس بوك” سيبلغ مليارًا هذا العام، فإذا ما استمرت الزيادة في عدد مواطنيه على هذا النحو فسوف يصبح أكبر دولة في العالم ويتجاوز عدد سكان “الصين” عام 2015. وهو اليوم ثاني أكبر المواقع انتشارًا بعد “غوغل” -غوغل تبع ديمة صادق ماغيرها- والأول من حيث عدد الصور والروابط وأعداد الزائرين.
-انتهت الخبريّة-
فيسبوك أكبر مزاد للكذب في العالم، كونه المجتمع الوحيد الذي يطلب فيه الناس صداقتك لكنهم يتجاهلونك فيما لو شاهدوك في مكان عام.
في هذا العالم المزدحم تبدو العلاقات رائعة مع أنها مائعة وضبابية..
تبدأ العلاقات الحميمة بالاختيار أو البحث أو المصادفة أو بصورة ربما تكون لغير صاحبها أو صاحبتها، وتنتهي بنفس الطريقة العبثيّة وبآلاف الطرق الأخرى وكلّها في متناول “لوحة المفاتيح” ..يعني ببساطة بتخلص القصة بكبسة زر “بلوك” ..بتتهبّط الحيطان بتكّة – أي بلحظة-..فقط ب”بلوك” عابر..بلوك عابر للقارات والصداقات -وفات الثعلب فات- وكل اللي بيننا كان أوهام..!
مع أنّو كل يللي بيننا كان افتراضيّاً يا”مان”..
افتراضي أكثر من فرضية “دارون” في أصل الانسان تبع القرد ..أي السعدان..
السعدان أكتر من “سعد الحريري”..!
هلق كيف حب افتراضي وكيف وهم؟
أبعرفش..
لأنّو الافتراضي يحمل في ثناياه احتمالات الوهم والزيف والتزييف !
حدا يفسّرلي على حب الله وكل انبيائه:
شو يعني حدا يتفاجأ بأنّ حبيبه “الفيس بوكي” الافتراضي -والقاضي راضي والفاضي بيعمل قاضي – طلع وهم وخاين ومالو أمان؟
وأمان ياربّي أمان..ياقوم:
“الفيس بوك”دولة مزيفة يطلبك فيها الأعداء، وأحيانًا يرفضك فيها الأصدقاء والأقرباء. وأسوأ ما في هذا الكيان أنّ كلمة (لايك) أي أعجبني ..أو أحببت.. أو أقبلك.. صارت أشهر كلمة في التاريخ -أشهر من قصّة “آدم النبي والتفاحة”..
كلمة “لايك” صارت الأهم في وقت فقدت فيه معناها في العالم الحقيقي..
لكنّه -أي الفيس بوك- يبقى المكان الذي تسطيع من خلاله أن تضع أصابعك في أذنيك وتصرخ ..تصرخ..تصرخ..حتّى ينقطع النفَس..
وكم نحن بحاجة لهذا الصراخ..
علاج نفسي؟
مش غلط..
هو فسحة الحريّة التي بحثتْ عن نقطة انفجارها فلم تجدْ -مع الأسف- سوى :
“مارك زوكربيرغ”..!