ادهاك ما بي عندما رحلوا
فأز ال رسمك .. أيها الطللُ؟
علمت أجفاني البكا .. فتعلمت
السحائب كيف تنهملُ
ومن الجوى لم تبق باقية
منّي الخطوب لمعشر ٍعذلوا
قتل الاسى صبري بمعضلةٍ
أبناء فاطمة بها قتلوا
بأماثل القوم الذين بهم
بين البرية يُضرب المَثلُ
ومهذبين .. فما بجودهم
نكد، ولا بسيوفهم كللُ
من كل مُشتمل ٍ بعزمته
وبحزمه في الحرب معتقلُ
ويخوض نار الحرب مضرمة ً
فكأنما هي بارد عللُ
وبيوم معركة ومكرُمةٍ
أسد هزبر، وعارض هطلُ
*******
وسرت تحوط فتى عشيرتها
من آل محمد .. فتية نبلُ
وتحفُّ من أشرافها بطلاً
شهد الحسام بأنه بطلُ
وأشمَّ خُلق ٍ .. للعلاء بهد
نسب بحبل العرش مُتصلُ
ذو المجد .. ليس يحلُّ ساحتهُ
وجلٌ، وقلب عدوِّه وجلُ
وأخو المكارم .. لا بواردها
ظمأ، ولا لغزيرها وشلُ
ومُقوِّضين تحملوا، وعلى
مسراهم المعروف مُرتحلُ
ركبوا الى العزِّ الردى، وحدا
للموت فيهم سائق عجلُ
*******
حتى اذا بلغ المسير بهم
أقصى المطالب، وانتهى الاملُ
نزلوا بأكناف الطفوف ضُحىً
والى الجنان عشيّة ً رحلوا
بأماجد من دونهم وقفوا
وبحبهم ارواحهم بذلوا
وعلى الظمأ وردوا بأفئدة
حرّى .. كأن لها الضبى نهلُ
في موكب تكبو الاسود به
ويزل ُّ من زلزاله الجبلُ
فاض النجيعُ .. وخيلهم سفنُ
وحمى الوطيس .. وسمرهم ظللُ
حتى اذا رامت بقاءهم
الدنيا، ورام نداهم الاجل
بخلوا على الدنيا بانفسهم
وعلى الردى جادوا بما بخلوا
وعلى ابن فاطم للعدى ـ كرما ـ
اجسامهم شيح القنا جعلوا
*******
مرثية حمادي الكواز الحلي (القرن الثالث عشر)
عن عبد الله بن حماد البصريّ، عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال:
قال لي: إنّ عندكم ـ او قال: في قربكم ـ لفضيلة ما اوتي احد مثلها، وما احسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها. وان لها لأهلاً خاصة قد سُموا لها وأعطوها بلا حولٍ منهم ولا قوة، إلا ماكان من صنع الله لهم، وسعادةٍ حباهم بها، ورحمة ورأفة وتقدم.
قلت: جُعلت فداك، وما هذا الذي وصفت ولم تسمه؟
قال: زيارة جدي الحسين (عليه السلام)، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويجزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر الى قبر ابنه عند رجليه في ارض فلاة، ولا حميم قربه ولا قريب. ثم منع الحقَّ، وتوازر عليه اهل الردة. حتى قتلوه وضيعوه وعرّضوه للسِّباع، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب، وضيعوا حق رسول الله (ص) ووصيته به وبأهل بيته. فأمسى مجفواً في حفرته صريعاً بين قرابته وشيعته، بين اطباق الثرى. قد اوحش قربه في الوحدة، والبعد عن جده، والمنزل الذي لايأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان، وعرّفه حقنا.
من قلب القرن الثالث عشر، في مدينة الحلة بالعراق، يأتي صوت الشاعر حمادي الكواز. وقد كان يمتهن بيع الكيزان والاواني الخزفية في حانوت له. من شعره هذا المقطع من قصيدة (لامية).