الشاعر راؤول ثوريتا: التشيلي سجينة النيوليبراليّة المتوحّشة
لا يزال الشاعر التشيلي راؤول ثوريتا سانتياغو دي تشيلي، 1950 يشعر بالخجل حتى اليوم، رغم أنه الشاعر الأشهر عالمياً منذ بابلو نيرودا. وفي الخامس من آذار الجاري، منحته جامعة أليكانتي، للمرة الأولى في حياته، دكتوراه فخرية تكريماً لمنجزه الشعري خلال أكثر من ثلاثين عاماً.
يقول ثوريتا لصحيفة «إلباييس» الإسبانية: «لا تزال الإيديولوجيا فاعلة كي لا ننسى شيئاً أساسياً، مثل أننا بشر وأننا نولد متساوين، وتفيد لنتذكر أننا كائنات يسعها أن تعدل ظروفها».
عانى ثوريتا الكثير في حياته، إذ تعرض للاعتقال في زمن ديكتاتورية بينوشيه التي أعقبت انقلاب 1973، ويتذكر قائلاً: «كانت فترة كارثية، جميع دول أميركا اللاتينية كانت تدفع ثمن الديكتاتورية. والآن أفضل كثيراً، بلا شك. لا تزال تحدث فظاعات بالطبع، مثل تلك التي حدثت في المكسيك».
يرى الشاعر التشيلي أن اليوم أفضل من الأمس، لكنه يرى أيضاً أن «تشيلي تعاني عدم المساواة إلى حد الجنون، إذ أنها سجينة للنيوليبرالية المتوحشة»، ويبدو من ناحية أخرى منشغلاً بالأحوال المضطربة في فنزويلا ويصفها بـ «الخطيرة جداً»، كما يصف العالم بأنه «مصاب بشيزوفرينيا ثنائية القطب، وشرعية الحكومات يجب اختبارها بشكل متكرر».
حوت كلمة ثوريتا أثناء تلقيه الدكتوراه الفخرية كلاماً عن العنف والرعب والآمال الزائفة، مفضلاً ألا يتحدث عن كتابته التي كسرت القوانين الثابتة واستعادت التراث الهندي الأحمر.
كتب ثوريتا في سماء نيويورك، وكتب بطريقة «بريل» لهؤلاء الذين أفقدتهم الديكتاتورية أبصارهم، وغنى أشعاره مع فرقة روك. وفي صحراء أتاكاما كتب قصيدة يبلغ طولها ثلاثة كيلومترات. أشعار ربما مع الوقت يُنسى كاتبها، لكنها ستبقى على لسان الناس. أما عمله المقبل فقصيدة عن الساحل التشيلي عنوانها «سترى بحراً من الحجارة».