الجيشان الجائعان للنصر....
بقلم زهير ماجد
إنه وقت للمعارك ضمن الحسابات الدقيقة للجيشين العربيين السوري والعراقي. اختبار للوقت واختيار لزمن وتوضيح للداخل والخارج، إن سوريا ترتبط بأجندة مفتوحة، والعراق يقارب الحسم في مواقع ضرورية كي يصل إلى النقطة الفاصلة، الموصل، التي ليست بعيدة عن قلب كل عراقي، مثلما هي الرقة ودير الزور بالنسبة للسوريين.
الجيش العربي السوري يتحرك على عدد من الجبهات، توسيعا لرقعة القتال حيث ما يجب أن يكون قدم الجيش وعلى أرض الوطن. الجبهات المفتوحة مفاجئة للعدوين الإرهابي وللصهيوني أيضا .. فمن جنوب دمشق وليس الجنوب السوري الذي هو فلسطين، إلى ريف حلب الشمالي، مرورا باللاذقية وبريف إدلب، دائرة واحدة من النار التي ترسم أبعادا مهمة في زمنية واحدة. ولا تتوقف الحرب الجائعة عند هذا الأمر، هنالك دقة معلومات استخباراتية تحققت في إغارة الطيران السوري في إدلب مستهدفا قادة إرهابيين من “النصرة” أتبعها بالأمس باستهداف قياديين أيضا في منطقة عقربا.
الصورة الميدانية ليست استهلاكا لتوزع الجيش السوري كما ترى قيادته، بقدر ما هي تقدم خارق لإمكانيات عسكرية متاحة تقدم الدليل تلو الآخر، إنها الآن في وضع الهجوم الشامل وعلى شتى الجبهات، وما تبقى منها ينتظر دوره .. فلقد حدد الرئيس السوري بشار الأسد أن العدو بات محصورا بـ”النصرة” و”داعش” والباقي تفاصيل صغيرة من التنظيمات ليست في الحسبان، ومن كان من التنظيمين في أي موقع عليه أن يفهم أن حسابه قادم.
تغيرت أشكال الميدان منذ زمن، حسمها الجيش العربي السوري، لا بد من دحر عدو الداخل، ولعدو الخارج حسابه الذي لم يتغير قيد أنملة. في جمع الطرفين حكاية سوف تقال ذات يوم وذات تاريخ .. ولسوف يحكى عن كم الدول التي شنت هجومها على سوريا، وكيف فتح جوار أبوابه وما زال له، لا يتحرك طير إلا بأمره، ولا يختلج قلب إرهابي إلا بحسابه .. والمال العربي هبط سخيا، بل ثمة تسابق بين مموليه من أجل كسب العدو الذي يتطلع إلى مكاسبه الخاصة دون حسابات مكاسب الآخرين.
ومع تغير الميدان، شلت العقول التي فكرت ذات يوم أن بإمكانها ليَّ الذراع السورية، ومع هذا ما زال الإرهاب متفشيا، من يقفون وراءه اصطدموا بحائط مكين، لكنه فعل الوقاحة والنكايات وفعل الأمل الذي أضاعته القوة السورية فجعل أصحابه يصرون على المضي ولكنهم هذه المرة بدون ذكر للتواريخ، لأنهم يلعبون في الوقت الضائع.
الجيشان العربي السوري والعراقي يقدمان المشهد الذي لا يروق للعديد من القوى وخاصة العربية منها وفي طليعتها التركية. سمعت تخوفا من أحدهم عن إمكانيات الجيش العربي السوري الذي يغطي معارك مكثفة وكيف له أن يؤمن ذخيرته وسلاحه المنوع واستعداداته لفتح المزيد من الجبهات. سوريا تصنع السلاح، ولا نقول سرا إن حزب الله يصنعه أيضا، ولديهما مخازن مقتوحة من عدة أمكنة معروفة ، بل ليس سرا أيضا القول إنهما يساعدان الجيش اللبناني أيضا وفي هذا المجال.
كله بخير، السلاح والرجال والمعنويات وواقع الميدان وبالتالي المستقبل. كل غريب على الأرض السورية والعراقية عليه أن يفكر سلفا بالمكان الذي سيذهب إليه عندما تحين ساعته، وهي آتية لا ريب فيها.
المصدر