النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

لولا الإمام الخميني … لسقط العالم العربي‎

الزوار من محركات البحث: 34 المشاهدات : 577 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    لولا الإمام الخميني … لسقط العالم العربي‎

    لولا الإمام الخميني … لسقط العالم العربي‎






    أحمد الشرقاوي

    كلمــة الســر فـي “ثقافــة المقاومــة” ..

    كثيرون يتساءلون باستغراب.. يقولون، إذا كانت إيران تدعم مكونات محور المقاومة المستهدفة في وجودها ومصيرها من قبل أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهما في الغرب وأدواتهما في المنطقة، فلماذا لا تبعث بفرق من الحرس الثوري وكتائب من قوات التعبئة “الباسيج” لتطهير العراق وسورية من المجاميع الإرهابية التي تعثوا في العباد قتلا واغتصابا وفي الأرض فساد وخرابا، فتقطع دابر هذا الشر المستطير الذي يتكاثر كالجرذان في المجارير وينتشر كالطاعون في جسد الأمة؟..
    شخصيا، كنت أعتقد أن للأمر علاقة بهاجس الصدام بين “السنة و الشيعة” لحساسية العامل المذهبي الذي أريد له أن يكون الصاعق المفجر للعالم العربي والإسلامي، بالرغم من أن الإرهاب لا دين ولا مذهب ولا وطن له، وهذه قضية لها تأثيرها الخطير دون شك بسبب الجهل المستشري في عقول الناس البسطاء، خصوصا إذا لاحظنا طريقة تعاطي حزب الله مع هذا المستجد المستورد من ثقافة القبور، لكنني أدركت مؤخرا حقيقة الموقف الإيراني من هذه المسألة، والذي ينسجم بشكل منطقي مع موقف تاريخي حدث أيام قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني رحمه الله..
    ولأن العظماء لا يموتون، بل فقط يرحلون بعد أن يتركوا أفكارهم تنمو في تربة الأمة كبذور خير تزهر انتصارات إلهية مدهشة بدماء الشهداء، فإليكم ما حدث..
    يكشف خبير إستراتيجي إيراني، ولأول مرة خلال حديث خص به برنامج “بين قوسين” هذا الأسبوع، الذي تديره الإعلامية المقتدرة الأخت ‘بتول أيوب’ على قناة ‘المنار’، فيقول ما مفاده، أنه حين اجتاحت “إسرائيل” لبنان سنة 1982، هرعت قيادات من الحرس الثوري للقاء الإمام الخميني (رحمه الله)، وطلبوا منه الإذن لإرسال فرق عسكرية لتحرير لبنان من الإحتلال.. ابتسم الرجل، وبهدوئه المعهود سألهم: وماذا بعد التحرير؟.. لمن ستسلم الأرض؟.. قالوا: للبنانيين أصحابها.. قال: وهل يستطيع الحفاظ علي الأرض من لم يدفع ضريبة الدم ثمنا لتحريرها؟..
    ثم أوضح.. إن مشكلة لبنان لا تكمن في الإحتلال، بل في غياب ثقافة المقاومة التي تعني حق الدفاع عن النفس من منطلق الواجب الديني الجهادي، ومن لا يؤمن بهذه الثقافة لا يستحق الحياة بحرية والعيش بكرامة..
    فهمت القيادات العسكرية ما عليها القيام به، فبعثت بمستشارين إلى لبنان لتأسيس نواة ما سيصبح في بضع سنين أسطورة المقاومة في المنطقة، إنه ‘حزب الله’ الجبار، قاهر الصهاينة والتكفيريين سواء، ومحرر الإنسان العربي من عقدة الهزيمة المزمنة التي سكنته..
    وبقية القصة معروفة للجميع، حيث سار على نهجه الإمام الخامنئي الذي قدم التضحيات الجسام في سبيل أن تسود ثقافة المقاومة وتتحول إلى روح إيجابية محركة لهمة الأمة، وفهم الشرفاء أن المقاومة هي ثقافة حياة، تزهر ربيعا عبقا بالانتصارات، وتنير طريق العزة وسبيل الخلاص..
    تحرر لبنان سنة 2000، وهزمت إسرائيل شر هزيمة سنة 2006، وفشل مشروع إسقاط سورية، وتم استنساخ نموذج المقاومة الإسلامية في غزة والعراق وسورية واليمن… في ما أصبح يشكل الأرضية الخصبة الصالحة لقيامة أمة إسلامية موحدة، قوية، عزيزة، كريمة، حرة وسيدة.. أمة الشعوب صانعة التاريخ كما أرادها الرسول الأعظم (صلعم) أن تكون، لا أمة النعاج المدجنة في مزارع الحكام..
    وبتحول حزب الله إلى قوة يحسب لها الإسرائيلي ألف حساب وحساب، فهم الأعداء أن مشروع الأمة لم يعد مجرد شعار يتاجر به الحكام في سوق المزايدة السياسوية، بل حقيقة تتجسد على الأرض من قبل قوى شعبية مؤمنة بالجهاد والفداء، ما يستوجب القضاء عليها قبل فوات الأوان، فأعلنوا الحرب الكونية على المقاومة..
    لكنهم لم يجدوا من سلاح لمواجهتها غير سلاح الإرهاب، ليكون الصراع بالوكالة من داخل الحضارة الإسلامية نفسها، حتى لا يتطور إلى صراع بين الحضارات، ويفهم على أنه صدام الغرب مع الإسلام، فأسسوا بمساعدة أعراب الخليج “داعش” وأخواتها لهزيمة حزب الله، وفق ما كشفه الأمين العام الأسبق للحلف الأطلسي ‘ويسلي كلارك’ لقناة (سي إن إن) الأسبوع الماضي..
    ركزوا بخبث ودهاء على إسقاط سورية، لأن سقوط دمشق يعني كسر الحلقة المركزية في محور المقاومة، وذلك لعزل إيران عن عمقها العربي وحرمان حزب الله من عمقه الإستراتيجي.. ولأن دمشق قلب العروبة، وآخر عاصمة ممانعة ومقاومة للهيمنة الأمريكية والوجود الإسرائيلي، فسقوطها سيستتبعه حتما سقوط العراق ولبنان ومصر والجزائر بعد أن سقطت ليبيا بسبب غياب المقاومة الشعبية، ثم بقية الدول العربية الواحدة تلو الأخرى كأحجار الدومينو، ليصبح المشهد غير المشهد، فنعود للعيش زمن الممالك في الأندلس..
    وبهذا المعنى، يكون الإمام الخميني رحمه الله بحكمته وتبصره وبعد نظره، أسس لثقافة المقاومة الإسلامية في المنطقة، وحمى بذلك العالم العربي من السقوط والانقراض، فهزم من قبره مشروع الشرق الأوسط الجديد كما أرادته “إسرائيل” أن يكون في أكثر من محطة ومناسبة.
    صحيح أن المشروع الصهيو – أمريكي لم يسقط بعد برغم الهزائم التي لحقت به، وهو في كل مرة يعتمد إستراتيجيات جديدة وخطط عديدة في محاولة لبعث الروح فيه، وهناك إصرار على سلوك نفس النهج الذي بدأ أول مرة بالرغم من أنه أوصل الإدارة الأمريكية إلى طريق مسدود، ومع ذلك، ها هي تحاول مرة تلو أخرى، وبأساليب مضللة حينا ومراوغة أحيانا أخرى، وهي تعتقد في كل مرة أنها ستصل إلى نتيجة مغايرة، وهذا لعمري هو قمة الغباء..
    كيف ذلك؟..


    بعــض الكلمــات سامــة..

    فعلى مستوى كي الوعي، يصر الإعلام الخليجي هذه الأيام من خلال أقلام من يصنفون أنفسهم في خانة “باحثين أكاديميين”، وليس لهم من البحث العلمي الأكاديمي إلا التسمية، لافتقارهم للعقلانية والمنهجية والموضوعية والحياد، على الخلط بين المقاومة والإرهاب تحت مسمى “الميليشيات” المسلحة، وهو الأمر الذي يدخل في صلب إستراتيجية إعلامية داعمة ومكملة للإستراتيجية الأمنية والعسكرية الصهيو – أمريكية التي تستهدف تفكيك محور المقاومة.
    وحيث أن “ميليش” هو مصطلح لاتيني أنجلوسكسوني في الأصل، ومصدره كلمة (miles) التي تعني “المقاتل غير النظامي”، وتمت ترجمتها إلى العربية حرفيا، ومنها كلمة “ميليشيا” (militia) التي تعني تنظيم مسلح من غير القوات النظامية التي تستعين بها الدول لمساعدة الجيوش في مواجهتها للعدوان الخارجي أو الاضطرابات الداخلية التي تستهدف نظام الدولة وأمن وسلامة المجتمع.. إلا أن تداولها من قبل إعلام الزيت حولها عن معناها الأصلي وأضفى عليها مفهوما سلبيا يحيل على الجماعات المسلحة المتمردة على النظام أوالمناهضة للدولة أو المنفلتة من كل عقال.
    وبفضل هذا التحوير الخبيث للمفهوم، انتفى الفرق بين المليشيات الإرهابية وحركات المقاومة الشعبية في الوعي العام السادج حتى لا نقول الغبي لدى شرائح واسعة من المجتمعات العربية التي اعتادت العيش في ذل وإهانة عظيمة، وتصدق ما يقوله لها فقهاء السلاطين وزعماء القبائل، هذا علما أن الغرب لم يستعمل مصطلح “مليشيا” لوصف المقاومة الفرنسية للاحتلال النازي مثلا، كما أن حكومة المملكة المتحدة كانت تصف الحركة الإرلندية المسلحة المناهضة لها والمطالبة بالاستقلال بـ”الجيش الجمهوري الإرلندي”..
    كما ونلاحظ في ذات السياق، أن الدستور الأمريكي، نص في التعديل الثاني وجوب إنشاء “ميليشيات” منظمة تنظيما جيدا باعتبارها ضرورة لأمن الدولة الحرة، وتم تحويلها سنة 1916 إلى “حرس وطني”، وهو ذات المشروع الذي تريد إقامته إدارة أوباما في العراق، حيث صادقت الحكومة على مشروع تأسيس “الحرس الوطني” من مقاتلي المناطق، ولما يصادق البرلمان بعد على قانون إنشائها لأسباب طائفية ومخاوف سياسية قائمة، في حين تطالب بعض المكونات بأن يتم إنشاء “حرس ثوري” على غرار النموذج الإسلامي الإيراني الناجح بدل النموذج الغربي الأمريكي، بسبب اختلاف العقيدة القتالية بين النموذجين، خصوصا بعد انهيار الجيش العراقي الذي شكلت عقيدته القتالية أمريكا أمام “داعش”، ومرد هذا التضارب في الرؤى بين القوى السياسية المختلفة، يعود بالأساس لكون العراق لم يعد دولة مواطنين بعد أن حولته أمريكا وأدواتها إلى دولة طوائف تمهيدا لتقسيمه.
    وفي سويسرا بلد الكانتونات، توجد اليوم “مليشيات” مسلحة تابعة للجيش النظامي الوطني، مدربة ومؤهلة للتدخل كلما دعت الحاجة إليها، لكنها ميليشيات وطنية لا تحمل إديولوجيا قومية مناطقية أو دينية قد تشجع حامليها على الانفصال والاستدارة ضد الدولة، وهذا وضع خاص بالعالم الغربي لا ينطبق على الوضع السوسيوثقافي في عالمنا العربي والإسلامي.

    ---------------------------------------
    تابع

  2. #2
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    بيــــــن منطقيــــــن..

    وعلى ضوء هذا التوضيح بالنسبة للمفهوم، يحق لنا التساؤل اليوم: – هل كانت الأمم المتحدة ستحرر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي سنة 1982 لولا مقاومة حزب الله التي انتهت بتحرير الأرض والإنسان سنة 2000، والانتصار الكبير الذي حققه الحزب في حرب الوجود والمصير على أكبر جيش لا يقهر في المنطقة سنة 2006، ونجاح الحزب اليوم في فرض معادلة الرعب بديلا عن معادلة الردع؟.. وبالمختصر المفيد، هل كان سيكون اليوم في المنطقة بلد اسمه لبنان لولا المقاومة؟..
    – ولولا المقاومة الإسلامية الشريفة في العراق أيضا، هل كانت الولايات المتحدة ستخرج مهزومة تجر أذيال الخيبة من العراق سنة 2011 بعد احتلاله سنة 2003 وإسقاط دولته وتدمير مؤسساته وتفكيك جيشه وشرذمة مجتمعه وتقسيمه إلى طوائف ومذاهب؟.. ولولا نفس المقاومة، هل كان من الممكن إنقاذ العراق اليوم مما خطط له الأمريكي وأدواته بسلاح “داعش” التي دمرت القيم والتاريخ والحضارة والإنسان؟.. هل كان سيظل في جغرافية العالم العربي كيان اسمه العراق لولا المقاومة؟..
    ونفس الأمر يقال بالنسبة لسورية التي، وبرغم حكمة قيادتها، وصبر شعبها، وتضحيات جيشها العربي الأبي، ما كان لتبقى سورية كما عرفناها لولا دعم المقاومة الشريفة للجيش في مواجهته لأكبر حرب كونية شنت ضد هذا البلد المقاوم والممانع لإنهاء وجوده وشطب اسمه من جغرافية المنطقة..
    وفي اليمن الذي لم يعد سعيدا منذ عقود، هل كان بإمكان شعبه الطيب التحرر من الهيمنة الأمريكية والحصار السعودي ليبصر النور وينطلق نحو أفق رحب جديد مفعم بالأمل في نهضة واعدة نظرا للخيرات والمقدرات التي حباه الله بها لولا المقاومة التي التحمت في الحشد الشعبي وأعلنت الثورة على الظلم والاستبداد والجهل والفقر والتخلف والتبعية؟..
    أما قطاع غزة، فقد أصبح واضحا وضوح الشمس في قبة السماء بتعبير القدماء، أنه لولا خيار المقاومة الإسلامية والعربية الشريفة في هذا الجزء العزيز من أرض الشام المباركة، لأصبحت فلسطين اليوم مجرد ذكرى يرويها الأجداد للأحفاد قبل النوم بحسرة وألم، ولما عاد اسمها يذكر في مناهج التعليم العربية ولا في خرائطهم الجغرافية والسياسية، بدليل أن قناة “الجزيرة” تعرض اليوم على شاشتها خريطة كتب عليها “إسرائيل”..
    من هنا يفهم سبب إعلانهم الحرب على المقاومة، من خلال تركيز عملاء السعودية في لبنان مثلا، على عدم شرعية سلاح حزب الله بالرغم من أنه حرر لبنان من الإحتلال وحماه من العربدة الإسرائيلية وحوله إلى ورقة قوية في المعادلة الجيوسياسية بالمنطقة، في غياب جيش قوي مؤهل ليقوم بهذا الدور، ولا نتحدث عن غياب الدولة والرؤية السياسية الموحدة في تعريف الأخطار وسبل مواجهة الأعداء، لأن لبنان بلد الطوائف والدكاكين السياسية التي لا تستقيم مع منطق الدولة ولا منظومة الأمة..
    ومن هنا يفهم سبب تركيز بعض المكونات العراقية المرتبطة بالأجندة الأمريكية على ضرورة حل “المليشيات” الشيعية التي حاربت الإحتلال الأمريكي وطردته من العراق، وتحارب اليوم “داعش” الذي دمر القيم والتاريخ والحضارة والإنسان، ويهدد الدولة بالانهيار، والبلاد بالتقسيم، والمجتمع بالتفكيك، هذا علما، أن الحشد الشعبي يحارب “داعش” في المناطق السنية عموما، لا الشيعية حصريا، ويسلمها لأهلها حال تحريرها، دافعه في ذلك ثقافة المقاومة التي تقوم على عقيدة الجهاد الدينية والواجب الوطني المقدس..
    ومن هنا يفهم كذلك سبب إصرار النظام المصري على تصنيف حركة حماس وجناحها العسكري الذي حقق انتصارات مشهودة على “إسرائيل” في خانة الإرهاب، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع توجهات جناحها السياسي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، فتلك قضية سياسية تهون عندما يكون الرهان هو تحرير فلسطين.. وهي خدمة مجانية لم تكن لتحلم بها “إسرائيل” قبل عهد ‘السيسي’..
    ومن هنا يفهم أيضا سبب اعتبار السعودية وتوابعها أنصار الله في اليمن “مليشيا إرهابية” تابعة لإيران، وهلم جرا.. حتى لم تبقى حركة شريفة في هذا الوطن العربي المنكوب مقاومة للهيمنة الأمريكية والصهيو – وهابية إلا واعتبرت “مليشيا إرهابية” تنفذ الأجندة الإيرانية وفق ما يزعمون، في حين أن إيران تساعد المقاومات الشعبية ضد الإحتلال، وتدعم الشعوب المستضعفة ضد الاستبداد من منطلق عقيدة دينية حريصة على وحدة الأمة ومناعتها، وواجب إنساني هدفه تحرير الإنسان من ظلم أخيه الإنسان، ولا تفرض مقابل ذلك شروطا سياسية أو تسعى لهيمنة سيادية، بدليل ما نعرفه عن وضع لبنان وسورية والعراق واليمن..
    غير أن هؤلاء “الأكاديميين” في المقابل، لا يتحدثون عن الهيمنة الأمريكية ومشاريعها المدمرة للهوية العربية والإسلامية في المنطقة، ولا يذكرون العربدة الإسرائيلية واعتداءاتها الإجرامية على الشعب الفلسطيني الأعزل، ولا عن تهويد الكيان الصهيوني الفاشي للقدس وتحويل ما تبقى من الضفة الغربية إلى غيتوهات عنصرية، ويعتبرون الحركات الإرهابية التي تمتح من الإديولوجيا الوهابية “ثوارا من أجل الحرية”، وهم الذين يعيشون في ظل أنظمة قروسطية رجعية ظلامية لا تعرف للحرية معنى ولا للديمقراطية مفهوما، لدرجة أنهم ودون خجل، ذهبوا حد وصف احتلال “داعش” للعراق بـ”ثورة المظلومين السنة”، هذا في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع أن الطائفة السنة الكريمة كما غيرها من الطوائف وخاصة المسيحية كانوا أول ضحايا “داعش”، لعدم وجود مقاومة شعبية تحميهم من الإبادة الممنهجة.
    والمستهجن في طروحاتهم الغبية هذه، أنهم وهم يتحدثون عن الإحتلال الإيراني المزعوم للعراق وسورية، لا يشرحون للناس ما الذي تفعله أمريكا بجيشها في المنطقة، ولا ما تقوم به بقية القوات الأطلسية البريطانية والفرنسية والأوسترالية وغيرها، بل والعربية أيضا، ولا ما الذي تفعله منظومات الرصد والتجسس الإسرائيلية العملاقة والعالية التقنية في مطار كانت تسيطر عليه “داعش” بمنطقة صلاح الدين قبل تحريرها؟.. ولا لماذا تدعم إسرائيل جبهة النصرة والجيش الحر في الجولان المحتل، ولماذا قام هؤلاء بتدمير محطات الرصد ورادارات المراقبة السورية في القنيطرة؟… وغيرها كثير من الفضائح التي لا يسع المجال لسردها، وتؤكد جميعا أن “داعش” كما “النصرة” وأخواتهما، بالإضافة لما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة المسلحة” هم عملاء لإسرائيل يخدمون مشروعها في المنطقة..
    فعن أي احتلال إيراني يتحدث هؤلاء المنافقون الفاشلون، وهل السعودية وقطر والإمارات والكويت وتركيا والأردن الذين يرعون الإرهاب ويدعمونه، يفعلون ذلك من منطلق عقيدة إسلامية لتحرير العراق وسورية من الإحتلال الإيراني أم لمساعدة أمريكا و”إسرائيل” على تدمير هذين البلدين العربين المسلمين كي لا تقوم للعرب والمسلمين قائمة في المنطقة؟..
    هذا علما أن إيران تربطها بسورية والعراق معاهدات للتعاون العسكري الإستراتيجي، وقدم مستشاروها بمعية قيادات من حزب الله بطلب من الحكومات الشرعية لمساعدتها على دحر الإرهاب التكفيري الذي تغذيه مشيخات الخليج بالمال الحرام، وترعاه أمريكا وتركيا والأردن بالتدريب والتسليح، و”إسرائيل” بالمعلومات الاستخباراتية والتوجيه والتطبيب..
    لكن الأخطر من هذا وذاك، هو ما كشفه موقع ‘روسيا اليوم’ الأربعاء، من أن قادة جبهة النصرة يدرسون اقتراحا قطريا بقطع ارتباطهم بتنظيم “القاعدة” والتحول إلى “معارضة معتدلة” مقابل وعود بمزيد من الدعم المالي السخي والسلاح النوعي والإمدادات المختلفة، وتؤكد مصادر من داخل “الجبهة الإرهابية” أنه سيتم التخلي قريبا عن إسم “النصرة” واستبداله باسم آخر ضمن الترتيب الجديد لتأسيس “معارضة مسلحة معتدلة” وفق الاتفاق الأمريكي التركي الأخير المدعوم سعوديا وقطريا، وهو ما يكشف السبب الرئيس وراء زيارة الأمير القطري لواشنطن مؤخرا، وما تلاه من تصريح لمنسق التحالف الدولي الجنرال ‘جون ألان’ قبل يومين، ومؤداه، أن الولايات المتحدة ستحمي “المعارضة المسلحة الجديدة”، الأمر الذي يفترض حكما إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية..
    وفي ذات السياق جاء تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال ‘مارتن ديمبسي’ الخميس أمام الكونجرس، حيث قال أنه لا يستبعد أن تقوم الإدارة الأمريكية بإرسال قوات برية إلى سورية لدعم “المعارضة المعتدلة المسلحة” في محاربتها ضد “داعش” وقوات النظام السوري معا..
    ولتكتمل الصورة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ‘جون كيري’ في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية السعودية ‘سعود الفيصل’ الخميس من الرياض، بأن بلاده ستعمل على “ممارسة الضغط العسكري على الرئيس الأسد لضمان تغيير السلطة”، في نفس الوقت الذي “ستراقب فيه تصرفات إيران التي تعمل على زعزع الاستقرار في المنطقة” وفق ادعائه، هذا في الوقت الذي أبدى الوزير السعودي “دعم بلاده لخيار تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة في سوريا لمواجهة الأسد”، الذي اعتبره الوزير الموثور “الداعم الرئيسي للإرهاب” في سورية والمنطقة.. فمن يصدق؟..
    وللإشارة، فقد سبق وأن تنبأنا بهذا التحول الدراماتيكي الخطير في مقالتنا قبل أيام بعنوان “جيش أوباما السري”.. وقلنا أن هدفه هو نزع ورقة محاربة الإرهاب من يد الرئيس السوري، وإعادة شيطنته لتحويله إلى ديكتاتور يقتل شعبه المعارض لحكمه، وبالتالي، كيف يعقل أن يتحول الإرهابيون من “جبهة النصرة” و”داعش” بين ليلة وضحاها إلى “معارضة معتدلة” تحارب الجيش العربي السوري لأسقاط نظام شرعي اختاره الشعب بأغلبية غير مسبوقة في تاريخ الديمقراطية في العالم العربي، لا بل وبنسبة لم تتحقق لأوباما أو غيره من الديمقراطيين الغربيين المجرمين؟..
    هذا الموقف الخليجي المشبوه، يتساوق حد التطابق مع الموقف الأمريكي الذي يرى في “المليشيات” أو ما نسميها نحن بالمقاومة الشريفة، خطرا يهدد بانزلاق الأوضاع لحرب سنية – شيعية.. كيف لا والمقاومة هي من أفشلت كل إستراتيجيات وخطط أمريكا لإقامة مشروعها لشرق أوسط صهيوني جديد؟.. ولم ينفع معها لا جيش “إسرائيل” ولا جحافل التكفيريين ولا من يحزنون، ويبدو أن آخر ورقة لا زالوا يراهنون عليها هي افتعال حرب سنية شيعية بأي ثمن، لكن السؤال هو: – من هي القوة الغبية المستعدة للانخراط في هذا العبث الإديولوجي السخيف؟..
    مشكلة أمريكا وأنظمة الخليج تكمن في أنهم، وبرغم التزوير والتضليل والتحريض والتجييش وإنفاق مليارات الدولارات، فشلوا حتى الآن في إشعال حرب مذهبية بين المسلمين، والسر في ذلك، يكمن في أخلاق المقاومة الإسلامية الشريفة التي نجحت في تقديم نموذج راقي، نقي، وناصع، أثار الدهشة والإعجاب، وذلك في مواجهة الإرهابين: الصهيوني والتكفيري معا، بمنطق ثوري تحرري، وتعامل عقلاني بعيد عن ردود الفعل العاطفية، وممارسة إنسانية بعيدة عن التعصب والحقد والانتقام تجاه الأخ في الدين أو الشريك في الوطن بغض النظر عن عقيدته ومشاربه الفكرية وتوجهاته السياسية..
    وهذا ما تؤكده الوقائع في الميدان، سواء في لبنان أو سورية أو العراق.. وعلى ذكر العراق، ها هي الأنباء تتحدث عن بطولات ترسمها المقاومة العراقية الشريفة بالدم الطاهر ضد الدواعش، حيث امتزج الدم السني والدم الشيعي في معارك صلاح الدين، وتحققت ملاحم أدهشت أمريكا وأدخلت الرعب في قلوب آل سعود ومشيخات الخليج، وأفسدت عليهم وهمهم بإقامة حلف سني لمواجهة الحلف الشيعي كما يخططون، بهدف تمزيق لحمة الأمة وإشعال فتنة لا تبقي ولا تدر خدمة لأسيادهم في واشنطن وتل أبيب، ولم يجدوا من غطاء يسترون به عورتهم ويبررون به فشلهم غير استنكار وجود حزب الله والشهيد الحي الجنرال قاسم سليماني ورفاقه الأبرار في مقدمة صفوف المجاهدين الأبرار، مرة في لبنان، ومرة في سورية، وأخرى في العراق، يتنقلون بين مكونات المحور لإفشال مخططات الأعداء، ويقفون لأمريكا وحلفها الشيطاني بالمرصاد، يجاهدون في سبيل الله ابتغاء وجهه، ولا ينتظرون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا..
    هؤلاء هم رجال الله المخلصين، الذين يجاهدون في سبيله نصرة لدينه ودفاعا عن عباده المستضعفين، ويؤمنون إيمان اليقين أن النصر من عند الله، فيرسمون الملاحم ويحققون المعجزات، في حين لا يحصد من يؤمنون بأن النصر سيكون حليف أمريكا “العظمى” سوى الهزائم والانتكاسات التي تحولت إلى عقد نفسية مركبة في صدورهم، فأصبحوا يفكرون بعواطفهم بدل عقولهم، ويتصرفون بجهل بعيدا عن الحكمة وعن تقوى الله..
    وختاما نقول لحكام الخليج: إن كل تريليونات الدولارات المودعة في بنوك الغرب، وكل بحار الزيت الكامنة تحت رمال الصحراء، لا تساوي قطرة دم تسقط من شهيد في معركة الوجود والمصير التي تقودها المقاومة الإسلامية الشريفة اليوم في المنطقة، لتعود الأمة كما كانت “خير أمة أخرجت للناس”.

  3. #3
    صديق ماسي
    ابن ذي قار
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: العراق- ذي قار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,435 المواضيع: 1,521
    التقييم: 2983
    مزاجي: ضارب الدنيه بعرض الحايط
    أكلتي المفضلة: القاسمه الله
    موبايلي: S 3
    آخر نشاط: 13/April/2015
    مقالات المدونة: 1
    شكراا ع الطرح الرائع
    تحياتي لك

  4. #4
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    وارف الشكر لكم

  5. #5
    روح الأمل
    almurhafa
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: عراقي أني .. الي بعد النجم هم يقرا عنواني
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,360 المواضيع: 287
    التقييم: 2815
    مزاجي: معتدل
    المهنة: طالبه
    أكلتي المفضلة: ‏. . . .‏‎
    شكرا ع الطرح الرائع عزيزتي

  6. #6
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    لك الشكر

  7. #7
    RT_RQW
    تاريخ التسجيل: May-2022
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,136 المواضيع: 36
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9395
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 4
    مشكورة

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال