وصلت محاكمة الطبيب الباكستاني الذي ساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في تحديد موقع أسامة بن لادن شمال غربي باكستان، إلى مأزق في الوقت الحالي، وذلك بسبب كون المحكمة المكلفة بمحاكمته في الاستئناف باتت بحكم المنحلة فعليا. وأعلن المحامي بير فدا، الخميس، أن “المحكمة لم تعد تعمل، لأن صلاحية عقود أعضائها والقاضي رئيسها انتهت في 26 يناير الماضي”.
وأضاف أن “المحكمة في حكم المنحلة إلى حد ما، فهي لا تقوم إلا بإرجاء مواعيد الجلسات”. وحكم على الطبيب الجراح، شاكيل افريدي، في مايو 2012 بالسجن 33 عاما، بعدما تولى قيادة حملة تلقيح مزيفة ضد التهاب الكبد (بي) في أبوت أباد، المدينة التي كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع زوجاته وأطفاله، واستطاع بذلك أخذ عينات الحمض الريبي النووي منهم.
ولم يحاكم افريدي بسبب هذه الحملة التي أدت إلى عملية فريق الكوماندوس الأميركي ضد زعيم تنظيم القاعدة، وإنما لاتهامه بـ”علاقاته” مع مجموعة إسلامية مسلحة، ما اعتبر اتهاما مفتعلا استخدم كذريعة لسجن هذا الطبيب الذي ساعد الولايات المتحدة، كما يرى نواب أميركيون.
ولم يتم تعيين أي شخص حتى الآن لمتابعة النظر في القضية، كما لم يتم الإعلان عن أي خطة لإعادة تحريك عمل هذه المحكمة، وفقا لما ذكره المحامي فدا، وقد أكد هذه المعلومات مسؤول كبير آخر مقرب من هذه القضية طلب عدم الكشف عن هويته. وقد أسهمت حملة التلقيح التي رتبتها الـ”سي آي ايه” للتأكد من وجود أسامة بن لادن شمال غربي البلد، في تنامي الريبة حيال التلقيح ضد الشلل الذي تبقى باكستان أول بؤرة له في العالم.
ومنذ صدور الحكم الأول، خفف القضاء الباكستاني الحكم بالسجن ضد افريدي إلى 23 عاما، فيما لاتزال جلسات الاستئناف تتأجل باستمرار. ومنذ نهاية 2012، قتل 74 شخصاً على الأقل يعملون في حملات تلقيح ضد الشلل في باكستان، حيث تتهم فصائل من طالبان وأئمة متشددون هذه الحملات بأنها مؤامرة من الغرب لنشر العقم في صفوف المسلمين.