روتانا
تعتبر جزر بالاو من أجمل مواقع الغوص في العالم، وتقع هذه الجزر في المحيط الهادئ على مسافة 800 كم من الساحل الشرقي للفلبين و3200 كم جنوب جزر اليابان، ويكفي السياح الاستعانة بتجهيزات سباحة "الاسنوركلينج" للاستمتاع بمشاهدة أروع الأسماك، وبمختلف الأحجام في هذه المستعمرة الألمانية السابقة.
وتعتمد جزر بالاو في اقتصادها على السياحة بالدرجة الأولى؛ حيث يزورها أعداد كبيرة من السياح سنوياً بفضل ما تزخر به من مناظر طبيعية ساحرة وشعاب مرجانية رائعة، وتستقبل هذه الجزر أفواجاً كبيرة من السياح اليابانيين، الذين يرغبون في الاستمتاع بالسباحة في المحيط الهادئ بمياهه ذات اللون الأزرق الداكن.
وعلى الرغم من عدم تمرس السياح على سباحة الاسنوركلينغ، إلا أن مدرب الغوص المرافق للمجموعة السياحية طلب منهم السباحة مع التيار بكل بساطة وسهولة، وظل هو في القارب، وطلب منهم التلويح له فقط، إذا شعر أحدهم بالتعب والإجهاد.
ونظراً لأن السياح يسبحون فوق الشعاب المرجانية خارج أرخبيل بالاو، فإنهم لم يضيعوا مزيداً من الوقت في الأفكار المتعلقة بالتحرك إلى الأمام بواسطة الزعانف ونظارات الغوص؛ حيث كانت المناظر تحت الماء في غاية الروعة والجمال.
شعاب مرجانية بديعة
وحيثما يوجه السياح أنظارهم، فإنهم يشاهدون الشعاب المرجانية ذات الألوان البديعة والأسماك الملونة بالأصفر والأبيض والأزرق، بالإضافة إلى الأسماك الكبيرة والصغيرة والأسماك الرفيعة للغاية.
وتكثر أسراب الأسماك تحت الماء، بحيث يشعر السياح بأن هذه اللحظة هي ساعة الذروة، ويخيل إليهم أن هذه الأسماك تعود إلى بيوتها ومنازلها بعد يوم العمل في البحر. وفجأة ظهر قرش الشعاب المرجانية باللون الرمادي وبطول مترين ونصف المتر أمام السياح.
وقد تعرف السياح على أسماك القرش على الفور من خلال شكل الطوربيد والزعنفة الظهرية، وأوضح مدرب الغوص أن هذه الأسماك تنتمي إلى نوع سمك قرش الشعاب المرجانية الرمادي، الذي ينشط خلال الليل، وأكد مدرب الغوص أنه ليس هناك داع للقلق، وطلب من السياح التحلي بالهدوء والسكينة.
ينصب اهتمام الأسماك المفترسة على اصطياد أسماك المواري أو أسماك الجراح، ولا تسعى إلى مهاجمة السياح، بل إن احتمال إصابتهم بالبرق أصبح أعلى من التعرض لحادث بسبب أسماك القرش.
ولم يعد التفكير يقتصر حالياً على كيفية الحصول على حساء زعانف القرش، بل إنه يتم حماية هذه الأسماك المفترسة في جزر بالاو من عام 2009، باعتبارها صديقاً للإنسان، وتساعد في الحافظ على التوازن البيئي، وبالتالي فإن هذه المنطقة تعتبر أول محمية طبيعية لأسماك القرش في العالم، ولا تزال أكبر المحميات، ولذلك يتعين على السياح، الذين يرغبون في الغوص هنا، التعايش مع أسماك القرش.
وهناك العديد من الشركات السياحية التي تقوم بتنظيم جولات الغوص والاسنوركلينج، وغالباً ما تكون هذه الجولات من خلال السباحة مع التيار؛ لأنها تكون مريحة للغاية، حيث يطفو السياح على سطح الماء ويشاهدون المناظر البديعة في مياه المحيط ذات اللون الأزرق الداكن، وبعد ذلك يتم تجميع السياح بواسطة القارب بعد السباحة لعدة مئات من الأمتار.