هنا

[اللؤلؤة البيضاء]

المدى برس/ الديوانية
كان الموت على موعد مع بيت المواطن رعد رسول كاظم،(40 سنة)، ليخطف أبنته ذات الـ13 ربيعاً، من بين أحضان أهلها، ويتوعد الآخرين بمصير مماثل، بسبب دخان نفايات الطمر "غير الصحي"، التي تحرق بـفعل فاعل"، تواطأ معه من "يقبض الثمن" آخر كل أسبوع.
ويقول كاظم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "دخان مكب النفايات، أو ما يسمى بالطمر الصحي، الذي لا يمت بأي صلة إلى العنوان، تسبب بإصابة ابنتي ذات الـ13 سنة بسرطان الدماغ، بسبب التلوث البيئي كما أكد لنا الأطباء الذين أشرفوا على علاجها"، ويعد أن "المصيبة أن الأعراض التي قتلت ابنتي ذاتها، باتت تتضح لدى شقيقها وشقيقتها، وإذا ما أصاب أحدهما أي ضرر لن يكفيني الثأر من لصوص الطمر كلهم، الذين يثرون بموتنا، ويتعمدون حرق النفايات سعياً إلى المال تحت أنظار المسؤولين وبعلمهم".
ويضيف الأب المنكوب، أن "تغاضي الحكومة أفقنا صبرنا، ما اضطرنا إلى قطع طريق سيارات البلدية وعدم السماح لها بدخول موقع الطمر، حتى يتم معالجة المصيبة التي طالت سكان القرى المحيطة بالموقع من خلال ما أصابهم من أمراض تنفسية أو جلدية".
تقصير حكومي
في مدخل الشارع المؤدي إلى موقع الطمر الصحي، على الطريق السريع، (10 كم جنوب شرقي مدينة الديوانية)، تجمع العشرات من أبناء القرى المحيطة وقطعوا الطريق بـ"ستوتة"، رفع فوقها العلم العراقي، لمنع سيارات البلدية المحملة بالنفايات من الدخول.
ويقول مختار قرية السادة (آل زواد)، باسم دكمان، في حديث إلى (المدى برس)، إن "القرى المحيطة بموقع الطمر الصحي تعرضت لأضرار صحية وبيئية"، ويعرب عن الأسف لأن "الأهالي طرقوا أبواب المسؤولين، منذ تغير النظام سنة 2003 ولغاية الأمس، لكن أحداً منهم لم يحرك ساكنا، على الرغم من المناشدات والمستندات التي عرضناها والمصادقة من عدة مستشفيات، بشأن إصابة أبناء المنطقة بأمراض سرطانية أو صدرية أو تنفسية، من جراء الانبعاثات والغازات الناجمة عن دخان النفايات التي تحرق عمداً".
ويضيف دكمان، أن "الأبواب كلها أوصدت بوجوهنا، فقررنا قطع الطريق المؤدي إلى موقع الطمر وعدم السماح لسيارات البلدية المحملة بالنفايات من الوصول إليه"، ويؤكد "لن نغادر المكان ما لم تنفذ الوعود التي أبرمها مندوب بلدية الديوانية، الذي حضر بناءً على اتصال سائقي السيارات".
ويذكر مختار القرية، أن "الأهالي تعاهدوا على عدم مغادرة المكان، بعد أن قسمنا الأيام والساعات بيننا لنحرس الشارع من دخول سيارات النفايات إلى المنطقة حتى يتم انهاء معاناتنا، وينقل موقع الطمر إلى مكان بعيد، بعد أن خسرنا العديد من أحبتنا بسببه، ولن نسمح بتكرار ذلك بسبب التجاهل الحكومي لمصيبتنا".
خطر حقيقي
أكثر من عشرة آلاف مواطن يواجهون خطر الموت أو الإصابة بالإمراض الخطيرة، كما يقول المواطن فاهم فرحان بناي، من سكنة قرية (الحجام).
ويضيف بناي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المرض أصاب الجميع ولم تنجوا مواشينا من ذلك، فما ذنبي وجيراني لنجري عند شم الدخان لنأخذ أطفالنا بالسيارات، مسرعين إلى المراكز الصحية لمعالجتهم من الاختناقات وصعوبة التنفس"، ويبين أن "أكثر من عشرة آلاف مواطن يعيشون في المنطقة وسط تجاهل شبه تام من قبل المسؤولين المحليين، الذين لا يتذكرونهم إلا وقت الانتخابات، حيث ينثرون عليهم الوعود البراقة، لتي سرعان ما تتبخر مع وصولهم إلى مواقعهم، من دون أن برف لهم جفناً تجاه الأهالي المنكوبين".
ويتابع المواطن، أن "الفقر هو ما يضطر أهالي المنطقة على البقاء مرغمين"، ويستطرد "لو كانوا يملكون ما يكفي من المال لفروا بأرواحهم وعوائلهم من جحيم موقع طمر النفايات إلى مكان آخر أو حتى هاجروا إلى الخارج هرباً من الإهمال والتجاهل وهذا الموت المحقق".
نموت ويحيا الغرباء
حرائق متعمدة بـ"فعل فاعل" يسعى لتحقيق الربح على حساب موت الفقراء، ليجني في كل أسبوع ثروة يشاركها مع من هم أعلى منه في الدوائر ذات العلاقة، كما يرى المواطن كاظم جابر كاظم.
ويقول كاظم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "صبرنا نفذ، واجتمع سكنة القرى المحيطة بموقع الطمر غير الصحي، وأجبروا السائقين على الاتصال بمسؤوليهم الذين بعثوا لنا بموفدهم، متعهداً بعدم حرق النفايات ثانية، وإرسال سيارة حوضية محملة بالماء وبلدوزر، لإطفاء الحرائق المتعمدة، التي يقوم بها عمال الموقع وهم من البدو الغرباء، لفرز النحاس والفافون وغيرها من مواد، يتم بيعها إلى تجار الخردة، لتدر عليهم الملايين شهريا من دون اكتراث لصحة الأهالي"، ويبين أن ذلك "يعني ببساطة أن نموت نحن أهالي المنطقة ليحيا الغرباء ويثرون على حساب جثثنا".
ويتهم المواطن، مسؤولي البلدية بـ"التواطؤ مع عمالهم، مقابل حصولهم على نسبة من أرباح بيع النفايات أسبوعيا"، متسائلاً "إلا كيف يفسر صمتهم على الرغم من مئات الشكاوى التي تقدمنا بها الى المسؤولين في حكومة الديوانية، من دون أن يحركوا ساكناً".
تواطؤ بالجريمة
ولم تنفع الغرامات والإجراءات القانونية والتقارير التي أعدتها مديرية بيئة الديوانية إلى أكثر من مسؤول، للحد من عملية حرق النفايات المتعمد، على الرغم من تغير الملاكات "المتواطئة" أكثر من مرة، كما أوضح مدير بيئة الديوانية، حيدر عناج.
ويقول عناج، في حديث إلى (المدى برس)، إن "شكوى وردتنا من سكنة القرى المحيطة بموقع الطمر، تفيد باستمرار عملية الحرق المتعمد، فتوجهنا فورا إلى الموقع وأبلغنا عدة جهات حكومية ومسؤولين بذلك، لاطلاعهم على حقيقة ما يواجهه الأهالي هناك".
ويبين مدير البيئة، أن "عدة إجراءات قانونية وغرامات مستمرة فرضت على البلدية، بسبب موقع النفايات المخالف لجميع الضوابط والمحددات البيئية، لكن يبدو أن المخالفات والغرامات غير كافية، وقد أبلغنا العديد من المسؤولين، وتم تغير الملاك المشرف على موقع طمر النفايات أكثر من مرة".
ويتابع عناج، أن "الملاك المشرف متواطئ ويتعمد حرق النفايات للحصول على مخلفاتها المعدنية، ليتاجر بها في الأسواق على حساب صحة المواطنين والبيئة"، ويستطرد "أبلغنا رئيس قسم البيئة في مديرية بلدية الديوانية ووعد باتخاذ إجراءات رادعة بحق المتورطين وتغير الملاك بالكامل وتوفير آليات خاصة بالسلامة لإطفاء الحرائق المفتعلة أو الطبيعية حال نشوبها لنجنب الأهالي نخاطر شم غازاتها وانبعاثاتها".
نفايات تحرق ذاتها
حرق ذاتي للنفايات من جراء الزمن والتقلبات الجوية، وآخر ناتج عن فعل متعمد لغرض الاستفادة من المخلفات، وخطوات تحد من الظاهرة لحفظ سلامة المواطنين، هو تبرير مدير قسم البيئة في بلدية الديوانية، جمال هاشم كامل.
ويقول كامل، في حديث إلى (المدى برس)، لقد "تسلمت مهام إدارة القسم منذ أربعة أيام فقط، كما تسلمت اليوم، بلاغا من مدير بيئة الديوانية، وعدة اتصالات هاتفية من سائقي سيارات نقل النفايات، باعتراض المواطنين وعدم السماح لهم بالوصول إلى موقع الطمر الصحي".
ويذكر مدير بيئة البلدية، أن "حرق النفايات إما أن يكون ذاتيا بفعل الزمن وتفسخ المواد العضوية، الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارتها إلى درجة الاتقاد فتنشب الحرائق ذاتيا، وآخر يكون متعمدا لجشع بعض المنتفعين للاستفادة من مخلفاتها المعدنية"، ويبّين أن "الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل مدير بلدية الديوانية، تمثلت بعين مدير لموقع الطمر من أبناء المنطقة بدل السابق، وتوجيه سيارات حوضية محملة بالماء لمكافحة أي حرائق تحدث لحظة نشوبها لحماية المواطنين من انبعاثاتها".
ويؤكد مدير قسم البيئة، أن "مشروع تدوير النفايات مقر في وزارة البلديات لكن شحة الموازنة العامة أدى الى تعطيله في الوقت الحاضر"، معرباً عن أمله بأن "تفرج الأزمة المالية ليتخلص أبناء المحافظة من النفايات ومواقع طمرها وآثارها البيئية".
وكان ناشطون في مدينة الديوانية، (180 كم جنوب العاصمة بغداد)، طالبوا حكومة المحافظة بنقل مواقع الطمر الصحي القريبة من التجمعات السكنية والقرى، للحفاظ على البيئة وضمان صحة المواطنين









المصدر

[صمت عاشق]

شكرا لك

[كريمے بنزيمے]

وين المصدر
شكرا للخبر

[حہيہدر الہبغہداديہ]

*)

[حـــلاة الـــروح]

شكرا ع الخبر

[اللؤلؤة البيضاء]

شكراً ع مروركم العطر