روتانا- إيمان المولدي
في مقابل كل ما يشهده الطب من تطور وتقدم على جميع الأصعدة ما زال هناك في مقابل الإنجازات الكثير من الأخطاء الطبية، فلطالما اشتكى العديدون من الاستهانة بأرواح البشر في بعض المستشفيات، ومن قبل بعض الأطباء، وكثر هم من تضرروا جرّاء الاستهتار أو لعلاجهم من قبل طبيب بشهادة مزورة .
قضايا كثيرة فُتحت وملفات نوقشت بخصوص هذا الموضوع، لكن للأسف الأخطاء لم تنته، والضحايا لا يزالون في ازديادٍ مُستمر.. حالات وفاة وحالات إعاقة وحالات عقم وأشياءٌ كثيرة من بين هذه القصص قصة تُدمي القلب لشابة سعودية تدعى نوف العنزي (27 سنة) فقدت قدرتها على الإنجاب، بسبب خطأ طبي ما تسبب في طلاقها، وتخلي زوجها عنها .
وقد أفاد تقرير المحكمة الطبية الشرعية بأن الخطأ الطبي حرم "نوف" من أخذ نسبة بويضات لعمل تلقيح بالوسائل المتاحة الآن، بل تفاقم الأمر وأصيبت بالشيخوخة المبكرة بعد فقدانها الهرمونات.
ليصدر حكم بتعويضها 150 ألف ريال عما لحقها من أذى جسدي ونفسي .
الأمر الذي رفضتهُ "نوف" جُملةً وتفصيلاَ، وعلّقت عليه قائلة: "هل 150 ألف ريال كافية للعلاج، وهل هي كافية لما لحق بي من أذى نفسي ومعاناة تستمر مدى الحياة".
كما ناشدت وزارة الصحة مساعدتها في تلقي العلاج المناسب، وتحمل تكاليفهُ
وأضافت: "أملي في الله لا حدود له، فأنا لا أبحث عن المال بقدر بحثي عن علاج متطور".
الموضوع آثار غضب المئات من المغردين على" تويتر"، الذين تفاعلوا وتعاطفوا مع الشابة نوف العنزي ..فقد علّق الصيدلاني، أنس الصلال، على ما حدث قائلاً: "أُخذ منها أملاً أُخذ منها فرحة أُخذ منها حياة مقابل 150 ألف ريال".
وكتب "نايف": "حسبي الله ونعم الوكيل، حرمها من شيء لا يعوّض حتى بالملايين".
كما غرّد الإعلامي أحمد الناجي القحطاني بالآتي: "150 ألفاً مقابل زينة الحياة الدنيا!!! الله يعوضها خير وحسبها الله على المتسبب".
كل هذه القصص والتعليقات تدفع من يتابعها للتساؤل عن تأثير الخطأ الطبي على الحالة النفسية للمريض، وعن تبعات هذا الخطأ، فتوجهنا بسؤالنا للدكتور عبدالله بن عبدالعزيز السلمان، مدير مركز التنمية الإنسانية للاستشارات الاجتماعية بالرياض،
الذي أكدّ خطورة الخطأ الطبي على نفسية المريض، التي تصنعُ منهُ شخصاً حزينا يُعاني شرخاً نفسياً كبيراً قد يُدخِله مرحلة كآبة خطيرة تنتهي بالانتحار، أو بمجموعة من العقد النفسية كأن يصبح شخصاً عدائياً أو مجرماً أو مريضاً نفسياً .
ويستطردُ الدكتور حديثه قائلاً:" يُمكن تدارك كل هذا بمحاولة تأهيل متضرري الأخطاء الطبية لتقبل وضعهم بعد أن يعودوا لحياتهم الطبيعية مع التعويض المادي المناسب ".
وبسؤالنا لهُ عن حالة "نوف" بالتحديد يقول الدكتور عبدالله :"إنهُ دون شك سيكون التأثير على نفسيتها كبيراً.. وكان الأفضل أن يبقيها زوجها في ذمته لو وافقت، ويتزوج أخرى بهدف البحث عن فرصة في الإنجاب .
ولو أمكن أن تقدم لها جلسات مُركزة لتقبُل وضعها الجديد مُنطلقة من الإيمان بالقضاء والقدر، مُشدّداً على أهمية الخدمة الاجتماعية والنفسية ودورها الكبير في تحقيق التكيف لدى المرضى وامتصاص التوترات."