الحياة التي وهبها الله للمخلوقات وخاصة الإنسان، حق يجب ألا يعتدي عليه أي شخص من غير وجه حق، ويجب أن تصان ويحافظ عليها، ولقد حرمت كل الأديان قتل النفس البشرية، وأكدت على وجوب توفير الحياة الكريمة للإنسان، التي تحافظ على إنسانيته وآدميته.وجاءت الإعلانات والاتفاقات العالمية لتؤكد على حق الحياة، واستمرت هذه الإعلانات والاتفاقات تتوالى من العام 1924 وحتى يومنا هذا، وكذلك أكدت دساتير الدول على هذه القضية.ومن أهم ما تم التصريح به في حق الطفل بالحياة إعلان حقوق الطفل الصادر في عام 1924، والذي أكد على حاجة الطفل للحماية والرعاية؛ لعدم نضجه الجسماني والعقلي، وكما جاء في قرار الأمم المتحدة عام 1959 في المادة الثالثة أنه من حق كل فرد بالحياة، وشدد على السلامة الشخصية، وفي المادة السادسة أكد بأحقية كل شخص أن يتم الاعتراف بشخصيته، وفي المادة الخامسة والعشرين للأمومة والطفولة أكدت على الحماية الاجتماعية للطفل ؛ لينعم بحياة كريمة.أما في عام 1989، فقد وقع رؤساء العالم على اتفاقية تقر بحاجة الأطفال إلى رعاية خاصة، وحماية قد لا يحتاجها الكبار، وكان أهم ما ركزت عليه هذه الاتفاقية من حقوق الأطفال: البقاء، والنمو والتطور إلى حد البلوغ، والحماية من المؤثرات الضارة، وسوء الاستغلال والمعاملة، والمشاركة في الأسرة، والمشاركة في الحياة الثقافية والمجتمعية.كان لاتفاقية زعماء العالم تسعة بنود تضع معايير خاصة بالتعليم، والرعاية الصحية، والاجتماعية، والمدنية، والقانونية الخاصة بالطفل :
- حيث أكد البند الأول على ضرورة عدم التمييز والتفريق في إعطاء الطفل حقوقه المشار إليها في الاتفاقية لأي سبب كان.
- أما البند الثاني أكد على ضرورة حماية الطفل ؛ لضمان نموه المتكامل نمواً طبيعياً.
- والبند الثالث أكد على حق تعريف شخصية الطفل منذ ولادته من خلال الإسم والجنسية.
- والبند الرابع أشار للضمان الاجتماعي، وأهميته لنمو الطفل صحياً، من خلال توفير ما يكفيه من غذاء ومسكن ولعب وخدمات صحية.
- والبند الخامس لم يتجاهل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
- أما البند السادس نص على حق الطفل بأن ينشأ بين والديه وتحت مسؤوليتهما ؛ لينعم بالحب والحنان والأمن.
- والبند السابع ركز على مجانية وإلزامية تعليم الطفل، خاصة في التعليم الأساسي.
- والبند الثامن شدد على ضرورة عدم استغلال الطفل في عمل ينعكس سلباً على تعليمه، وصحته، ونمو نمواً سليماً.
- والبند التاسع أكد على ضرورة بث ثقافة التفاهم، والتسامح، والسلم، والصداقة بين شعوب الأرض، دون تمييز عنصري، أو ديني، أو أي شكل من أشكال التمييز.
تعتبر اليونيسف من المؤسسات الدولية المعنية في حماية حقوق الطفل ومساعدته ؛ لتلبية احتياجاته الأساسية، وإتاحة الفرص له للوصول إلى أعلى درجات قدراته وطاقاته.ولهذه المؤسسة نشاطات في معظم دول العالم، تقوم من خلالها بالبحث عن الأطفال المهمشين، والذين يتم استغلالهم، وأطفال الشوارع ؛ لتقوم برعايتهم رعاية كاملة، من خلال برامج اجتماعية وثقافية وصحية، ولكن هذا النشاط من اليونسيف لوحده غير كاف، حيث يجب على الدول نفسها أن تطبق الاعلانات والاتفاقات الدولية، وتصدر قوانين واضحة تجرم الجهات التي تقصر في تقديم حقوق الطفل كاملة حتى بلوغه سن الرشد، ولا تبقى هذه الاتفاقيات مجرد حبر على ورق.