Sunday, 1 april 2012
عمر سليمان يقلب خريطة الانتخابات الرئاسية المصرية
أسهمت المفاجأة التي سربها مقرّبون لنائب الرئيس المصري ورئيس الاستخبارات العامة السابق اللواء عمر سليمان بشأن اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية، في قلب خريطة الانتخابات من جديد، خاصة أن كثيرين من مؤيدي سليمان قرّروا دعم مرشحين آخرين، أبرزهم الفريق أحمد شفيق، عقب نفي سليمان منذ أسابيع إمكانية خوضه الانتخابات.
وعاد سليمان إلى سكة السباق الرئاسي، بحسب ما أعلنته جماعة «الجبهة الثورية»، التي تدعم ترشيحه للرئاسة. ويأتي ذلك تزامناً مع حصول سليمان على جملة من التوقيعات، بلغت نحو ما يقرب من 20 ألف توكيل، بما يؤهله لخوض الانتخابات بعد أن اجتاز كافة شروطها. ومن المقرر أن يعقد مؤتمراً صحافياً خلال أيام للإعلان عن ترشحه رسمياً.
مزايا وتحديات
ويدخل سليمان سباق الانتخابات بجملة من المزايا والتحديات أيضاً. ففي وقت ينظر إليه الشعب المصري على أنه من «فلول النظام السابق» الذين يسعون من أجل إعادة عصر حسني مبارك من جديد، نجد أنه لا يزال يحتفظ بكثير من المؤيدين، فضلاً على أن عدداً من الدول العربية تدعمه أيضاً، وتباركه رئيساً، نظراً لشخصيته وعلاقاته الخارجية القوية التي تؤهله لتحمل تركة الرئيس السابق، وهي التركة المتخمة بالفساد الداخلي والخارجي.
خصائص سليمان
ويمتاز سليمان، صاحب الـ76 عاماً، بشخصيته الهادئة، كسمة من سمات رجال الاستخبارات، وهو الأمر الذي تسبب في وجود هالة حول ترشحه للانتخابات الرئاسية من عدمه، بما أحدث لغطاً بالشارع المصري وجدلاً واسعاً حوله.
ففي وقت يتحدث المرشحون المحتملون ويعلنون برامجهم السياسية بمختلف المحافظات في جولات ترويجية، فضلًا على لقاءاتهم التلفزيونية والصحافية، ينأى سليمان عن ذلك حتى الآن، ولم تتضح معالم برامجه السياسية، بما يجعله «غامضاً» بالنسبة إلى الشارع، الشيء الذي أكسبه جملة من المؤيدين باعتباره رجلاً قادراً على تحمل المسؤولية، خاصة أنه خبير بكواليس القصر الرئاسي والعلاقات الخارجية، فيما يحرمه غموضه في الوقت ذاته من كثير من المؤيدين.
ثقة واحتجاج
ويقول مؤسس «الجبهة الثورية» المؤيدة لسليمان صموئيل العشاس إن «المصريين يثقون في سليمان لما له من تاريخ عظيم وخبرات على كل الأصعدة، سواء الداخلية أم الخارجية، وتجلت هذه الثقة في قيام الكثير منهم بتحرير توكيلات لسليمان رغم إعلانه منذ أسابيع عدم خوضه الانتخابات الرئاسية»، لافتاً أن أنصار سليمان «ضغطوا عليه لإعلان ترشحه رسمياً».
وفي المقابل، راح عدد من الناشطين ينظّمون وقفات احتجاجية ضد ترشح سليمان للرئاسة، أبرزها التظاهرات التي شهدتها محافظة شمال سيناء، والتي حركتها «شباب 6 أبريل»، رداً على زيارة سليمان إلى المحافظة التي تم إرجاؤها، متهمين إياه وشفيق بأنهما ينفذان أجندات النظام السابق.