قصة القصيدة
هي قصيدة الشاعرالحسين بن محمد المنبجي ، وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، لكن أول من ذهب إلى أن هذه القصيدة هي لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.
القصة غاية في التراجيديا، وهي أنه كان هناك أميرة في نجد تدعى دعد وقد قطعت عهداً على نفسها أن لاتتزوج إلا لمن يكتب بها ولها أجمل قصيدة، وقد شاع صيتها بين الشعراء في بلاد العرب، وتوافدت الشعراء من كل حدب وصوب على أن تفوز ب"دعد" لكن لم يفلح أحدٌ في ذلك، وكتب دوقلة القصيدة وانطلق قاصدا دعد في بطحاء الجزيرة العربية، وفي طريقه لنجد وربى نجد ومن أجل دعد، قطع دوقلة المسافات، طلباً للود وبحثاً عن الجمال، وفي طريقه، قابل أعرابياً وتعارفا على بعضهما البعض.فسأله الأعرابي إلى أين ياأخى العرب؟فقال دوقلة إلى حمى دعد .قال الأعرابي: هذا يعني أنك كتبت ملحمتك وأعددت نفسك للقاء الأميرة؟قال دوقلة : نعم يا أخى العرب.قال الإعرابي: اسمعني إياها با أخى العرب.فروى دوقلة القصيدة، وكان من عادة العرب حفظ الشعر من الرواية الأولى عند كثير من رواة العرب، ولما فرغ منها، أعجبت القصيدة الإعرابي، ولكنه لم يحفظها من الرواية الأولى، فطلب من دوقلة أن يعيدها عليه، فكررها ومازال يطلب منه حتى حفظ الإعرابي القصيدة. عندئذ قام الإعرابي وقتل دوقلة وحمل القصيدة في قلبه لدعد، وعندما وصل لبلاط الأميرة أخبروها بقدوم شاعر من بلاد بعيدة، حيث نسي الإعرابي موطنه الأصلي عندما حل في بلاط الأميرة.طلبت دعد من الشاعر أن يسمعها القصيدة، فبدأ يرتل ويصدح، إلى أن وصل لبيت في القصيدة، حفظته "دعد" (وقد كانت على قدر من الثقافة والمعرفة وحب الشعر) وبعد أن فرغ الإعرابي من تلاوة القصيدة،قالت دعد: اقتلوه فإنه قاتل زوجي.فتعجب من في البلاط لفكرة الأميرة وسألوها كيف عرفت أنه قتل زوجها،فقالت الأميرة، يقول هذا الشاعر في قصيدتهإِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُفالإعرابي ليس من تهامة ولا في لكنته شيء من هوى نجد.هذه مأساة شاعر عاشق، وتلك حكاية أميرة تبحث عن الخلود في بحور الشعر. لقد صح بصاحبنا الإعرابي قول العرب:
مقتل الرجل بين فكيه
القصيدة
هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّأَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ درس الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ وَتُلِثُّ سارِيَةٌ
وَغادِيَةٌ وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِ بٌواهي العُرى وينيرُهُ
عهدُ فَوَقَفت أسألها وَلَيسَ بِهاإِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُب دُوَمُ كَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ أَو نَضحُ عَزلاءِ
الشَعيبِ وَقَدراحَ العَسيف بِملئِها يَعدولَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت إِلّا بحرِّ تلَهُّفي دَعدُ بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديما لحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَتضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ