.
.
بادئة ..!.
كل الشّكر والتقدير للعضو ( دبابة العراق ) الذي حرّضني بمدونته ( السّبي البابلي )
على تتبع شيئاً من ذلك التأريخ العريق لهذا البلد الأشم ..!.
.
.
.
.
حين سقطتْ دمعة حارة من قلب أبي
وهو يُشاهد ما تناقلته وكالات الأنباء العراقية
من مشهد مؤلم لسيدة عراقية أصيلة
تصرخُ فيه النّزيهة نضال أمين مديرة المتحف العراقي
والدموع تسيل من عينيّها وهي تحتضن ما تحطم من بقايا القطع الأثرية بالمتحف المنهوب وتقول :
'أنقذوا المتحف العراقي أنقذوه من أجل الإنسانية
أنقذوا خمسة آلاف سنة من الحضارة والتاريخ'
حينها أدركت أَن خسارتنا أكبر من ضياع نفط وسيادة
مع تلك الدّموع سقط التاريخ بأسره ..!.
هذه الصّورة لقطعة أثرية وجدتْ بالعراق مع قطع أُخرى كثيرة سُرقتْ من المتحف العراقي
أثناء الاحتلال الأميركي للعراق ..!.
تلك القطعة الأثرية ترقد الآن وبحزن في المتحف البريطاني تحت إسم
Relief of Sennacherib's Victory Over Israel
.
.
وكما تُشير المصادر التأريخية بأنَّ هذه القطعة نُحتت للاحتفال بـ سنحاريب ملك آشور (705 _ 681 ق . م )
بُعيد انتصاره على لخيش (701 ق. م ) المدينة المحصنة في إسرائيل ..!.
.
.
جانب من الحكاية ..!.
في مشهد متكرر يروي حكاية الصّراع الأزلي على السّيادة
تحتدم المنافسة بين الامبراطورية الآشورية والمصرية من أجل الفوز بفلسطين
قلب المنطقة الآسرة ( بلاد الشّام ) والمتنازع عليها آنذاك من الجانبين الآشوري والمصري
يغضب سنحاريب كثيراً من يهود المملكة الشّمالية الذين ساندوا في ذلك الوقت عدوه المصري
ويُصممّ على محو تلك المملكة فيغزوها ويحطم هيكلها ويقاتل أهلها ويسبي ما تبقى منهم
وهذا ما يُعرف بالسّبي الآشوري الأوّل لليهود
وبعد فترة من الزمن يجيء نبوخذ نُصَّر ( بختنصر ) عندما يعلو شأن دولته البابلية في أحضان الامبراطورية
الآشورية التي بدأتْ تفقد نضارتها في ذلك الحين
لـ يُكرر مع يهود المملكة الجنوبية ذات المشهد طمعاً بأورشليم وأيضا لدرء فتن
اليهود وقلائلهم التي ما توقفوا عن نسجها ضد الدولة الآشورية
فـ يبطش بهم نبوخذ نصّر بطشاً عظيماً ينهب مدينتهم ويحطم الهيكل ويُخلي شعبهم إلى بابل
فيما يُعرف بـ ( السّبي البابلي ) بعد أن قتل منهم من قتل وأستعبد من لم يقتل
وقيل بأنَّه استخدمهم في بناء الحدائق المعلقة وبرج بابل
وهكذا انقرضت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم
وأصبحت البلاد كلها مستعمرة اشورية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها
وأصبحت اللغة الآشورية هي اللغة الرسمية للبلاد
حتى جاء الغزو الفارسي ليكون خير معين ومنقذ للكائن اليهودي .!.
مع السّبي البابلي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في تلك المنطقة
وما كان اليهود ليأملوا بالعودة كرّة أُخرى إلى أورشليم لولا أن لوّح لهم كورش الأكبر
( ملك الفرس في تلك الحقبة ) بوعد إرجاعهم إليها وهذا الوعد يعده بعض المؤرخين
بأنَّه ( وعد بلفور الأول ) وقد صدق كاروش فيما وعدهم به وتمت العودة إلى أرض فلسطين
مرة أخرى بعد سقوط الدولة الاشورية علي يدهـ .!.
ويُقال بأنَّ سلسلة اللاستقرار التي عانى منها اليهود منذ انشطار المملكة الموحدة بزعامة سليمان
إلى مملكتي الشّمال والجنوب وما تلاها من السّبي الآشوري والسّبي البابلي وحتى التهجير القسري إلى أورشليم
أورث الشخصية اليهودية عقدة وعقيدة الشّتات
وعلى ما يبدو بأَنَّ اليهود لا يزالون يؤمنون بجدوى استخدام الآلة الفارسية لتحقيق أحلامهم : )
بالتأكيد ليس تصديقاً لنبي الله أرميا الذي أخبرهم في حينها بأنَّ خلاصهم من الآشوريين سيكون على أيدي الفرس
كما تروي بعض المصادر ولكنّه ودّ قديم تعاظم مع الزّمن خصوصا أنَّ العدو واحد ..!.
عقدة أزلية شكلّها العراق لليهود بالسّبي وللفرس بالفتح الإسلامي
وقد ذُكر في مدونة عراقيون
(( في مثل هذه الأيام من شهر آذار عام 2003
قال قائد الفرقة 101 المحمولة جوا الجنرال ديفيد بترايوس:
"الآن وصلنا حدود اسرائيل الشرقية" بعد احتلال بلدة الكفل
في محافظة بابل التي اتخذت القوات البولندية من مدينتها الاثرية
معسكراً لها هذه القوات التي ينحدر معظم أفرادها من بقايا يهود بولندا الناجين من المحرقة النازية.
وشاهدت كثيراً صور ركوبهم فوق أسد بابل أيضاً. ))
.
.
خاتمة ..!.
: التأريخ يُعيد نفسه , ولكنّنا لا نقرأ
هذا ما أخبرني به أحد الأصدقاء ذات يوم ويبدو بأنَّه محقٌّ جداً ..!.
.
.
المصادر
تدوينة السّبي البابلي للعضو دبابة العراق
مقالات من الأنترنت
والصديقة الألكترونية ويكبيديا :)