هل تكره وظيفتك؟هل تكره وظيفتك؟
سواء أجبت بنعم أو لا، فإن كثيرا من الناس يكرهون وظائفهم. فالإنسان كائن غريب، يرفض ما يملك و يتوق إلى ما لا يملك. ودائما يعتقد أنه سيكون أكثر سعادة وقناعة لو أنه موجود في مكان آخر، أو يمارس عملا آخر. لكن هذا ليس صحيحا.
المشكلة والحل دائما في داخل الإنسان وليس في داخل المكان. فأينما رحلت وأينما حللت، فأنت هو أنت، لأنك - دائما - تحمل ذاتك معك، وتكتنز مشاعرك في داخلك.
إذا كنت تكره وظيفتك حقا .. وهذا ليس مستغربا، فإن المشكلة فيك لا في وظيفتك. فليس مهما ما يحدث لنا وما يدور من حولنا، المهم هو الكيفية التي نستجيب من خلالها لما يحدث لنا. وظيفتك أنت الذي اخترتها أو قبلتها. وإذا كنت مكره عليها، فهذا لأنك لا تملك من الخيارات والمعارف والمهارات والعلاقات ما يكفي لكي تغير وظيفتك. وأنت الوحيد المسئول عن ذلك. أليس كذلك؟
ويمكنك أن تفكر معي قيلا ..
لا توجد وظيفة رائعة ومناسبة تماما لأي إنسان. على كل منا أن يجعل وظيفته ممتعة ومناسبة له. أي عليه أن يصنع عالمه وبصناعته لعالمه يصنع وظيفته. فمهما بحثت ومهما سألت، لن تجد وظيفة مفصلة على مقاسك. وهناك مقولة مشهورة معناها أننا عندما نحب عملنا، لن نضطر للعمل أبدا. والإنسان السعيد هو من كانت مهنته هوايته، لا دراسته.
عليك أن تنهمك وتنسجم مع وظيفتك الحالية. إصنعها وأعد النظر في مميزاتها، وسعها وأسبغ عليها معنى جديدا، حسنها وأضف إليها قيمة من شخصيتك، وتكيف لكي تنسجم معها.
ولنفرض جدلا أن وظيفتك التي لم تجد غيرها لا تناسبك، ولا تنسجم مع قيمك ومبادئك، فلماذا تقبلها ثم تشكو منها. لماذا لا تستقيل من وظيفتك الحالية وتنطلق حرا في عالم الأعمال!؟ أفضل وظيفة في هذا العالم هي التي نبتكرها بأنفسنا، فنعمل فيها ونعيش منها، ونضيف إليها العشرات من الوظائف الجديدة، التي نتيحها لغيرنا من طالبي الوظائف.
فإذا واتتك الجرأة وصنعت وظيفة لنفسك ووظائف لغيرك، فلا تنس سبب رفضك لوظائفك السابقة. حاول أن تجعل الوظائف التي توفرها للآخرين ممتعة ومحببة. فبعض هؤلاء الآخرين مثلك، يكرهون وظائفهم، ومن واجبك أن تحبهم، لكي يحبوا الوظائف التي تقدمها لهم.