سألوا ذات مرة أحد الخطباء: ما هو السبب في أن الآخرين رغم إطالتهم في القراءة الحسينية المزوّدة بالأشعار والقصص يعجزون عن إبكاء المستمعين، بينما أنت تبكيهم بمجرّد أن تقول صلى الله عليك أبي عبد الله الحسين؟
فقال: إن لي قصة عجيبة، وقعت لي في مدينة كاشان وهي أني كنت ذات ليلة خارجاً من آخر مجلس قرأته عن مصائب (الحسين) (عليه السلام) وكان الوقت في ساعة متأخرة من الليل وبالطبع كنت مرهقاً من كثرة المجالس في تلك الليلة، وفي أثناء ذهابي إلى البيت جاءني في الطريق أحد الأشخاص ورجا مني أن آتيه إلى بيته وأقرأ له مجلساً ولما لم يقتنع باعتذاري سرت معه رغم تعبي الشديد حتى دخلنا بيته.. فأدخلني غرفة خالية من الحضور وعلى جدرانها الأربع سواد وأعلام للعزاء وفي زاوية منها كرسي صغير فقال لي الرجل: تفضّل اجلس على الكرسي واقرأ عن مصبية أبي عبد الله (الحسين) (عليه السلام)!
قلت: لمن أقرأ؟ لا أحد عندك يستمع لي!
قال: إقرأ للسيدة (فاطمة الزهراء).
فلما بدأت أقرأ: صلى الله عليك يا أبا عبد الله الحسين. وإذا ارتفع صوت بعض النساء بالبكاء الشديد حولي وأنا لا أراهنّ. فانقلب حالي وتأثرت بشدة فنزلت من الكرسي، وأعطاني الرجل نقوداً وذهبت من عنده متجهاً إلى بيتي، ولما نمت رأيت في المنام من يقول لي: أن السيدة (فاطمة الزهراء) (عليها السلام) كانت في ذلك المجلس تستمع لقراءتك على ولدها (الحسين) الشهيد، وإن مكافئتنا لك على قراءتك هو أننا نجعل تأثيراً قوياً في كلمتك (صلى الله عليك يا أبا عبد الله الحسين) فمن ذلك صِرتُ عندما أقرأ هذه الجملة ينقلب حال المستمعين فيجهشون بالبكاء