روتانا
إن عنوان هذا التقرير "الذي قد لا يروق للكثيرين من الرجال العرب" المتيمين بالمرأة الجميلة ويحلمون دائماً بالزواج من أجمل نساء العالم ، ليس إلا خلاصة دراسات وأبحاث طبية عالمية منها دراسة إسبانية حديثة لجامعة فلنتسيا انتهت إلى أن وجود الرجل مع امرأة جميلة وحدهما لمدة خمس دقائق يؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول لدى الرجل وهو هرمون الإجهاد الذي يفرزه الجسم في حالات الإجهاد الجسدي أو النفسي ،
وهذا الهرمون تفرزه الغدة الدرقية أو الغدة فوق الكلوية، وترتفع نسبته في الدم عند التعرض لمشكلات نفسية وعصبية. فتعرض الرجل للإثارة والغيرة والقلق والتوتر والخوف والاكتئاب يزيد من إفراز الكورتيزول في الدم، وما ينتج عنه من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية أو ارتفاع في سكر الدم أو الضغط أو اعتلال الصحة بشكل عام والشعور بالوهن والضعف
، كما ذكرت دراسة بريطانية أنه كلما زاد جمال المرأة قصر عمر زوجها وتوفي في سن صغير. فضلاً عن دراسة علمية حديثة أجريت في جامعة "كونيكتيكت" الأمريكية أشارت إلى أن المتزوجين من نساء قبيحات أطول عمراً من أولئك المتزوجين من جميلات، وقد يصل الفرق في متوسط العمر بين زوج الجميلة وزوج القبيحة إلى 12 سنة,
إذ إن زوج المرأة العادية أو متوسطة الجمال أو حتى القبيحة لا يعاني من مشكلات الغيرة وما يتبعها من مشكلات نفسية وصحية متراكمة تؤدي مع مرور الزمن إلى قصر العمر أو الطلاق على أقل تقدير !
وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذ الاجتماع والخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة إلى أن الرجل يرتبط بالمرأة الجميلة لغاية شهوانية، أو رغبة في الامتلاك والمتعة أو التباهي بها أمام الآخرين دون أن يضع في حسبانه نار الغيرة التي قد تحوّل حياته إلى جحيم ، عندما تسيطر عليه مشاعر القلق والتوتر والعصبية وما ينتج عنها من اكتئاب حاد ومستمر يؤثر بشكل سلبي ويؤدي إلى ظهور تجاعيد الوجه وشحوبه ويجعل الرجل يبدو أكبر سناً من عمره الأصلي بحوالي عشر سنوات.
فضلاً عن إمكانية إصابته بأمراض قاتلة تُعجّل بوفاته في سن صغيرة !
وتستطرد د. عزة قائلة : رغم كل هذه التحذيرات مازال الرجال المقبلون على الزواج يبحثون عن "الجميلة" كشرط أساسي وربما يكون الشرط الأهم ! في خطط بحثهم عن زوجة المستقبل ! ظناً منهم أن توافر هذه الصفة في المرأة سيكون مصدر سعادتهم واستقرارهم، وطول أعمارهم.
إن جمال المرأة في حد ذاته ليس هو المتسبب بالأمراض،وإنما التوليفة اللعينة التي يمكن أن تترتب عليه وهي الغيرة وقلة الاحترام والعناد والتحفز وتصيد الأخطاء والانتقادات المستمرة والشجار الدائم ،
فهذه العوامل مجتمعة أو متفرقة يمكنها أن تأتي بنتائج عكسية وتحوّل الزواج من مصدر للراحة والاستقرار إلى منبع للقلق والاضطراب وفقدان للصحة، وبدلاً من أن يقود الجمال إلى عمر طويل، يُقصّر في الأعمار.