القرطاس نيوز/ كربلاءلم تمنع العادات الاجتماعية والوضع المتحفظ في محافظة كربلاء، الممثلة وداد هاشم من اجتياز الحظر المفروض على المسرح الكربلائي فيما يتعلق بوجود فنانات.ولا تسمح تيارات دينية معينة، للمرأة بالعمل في بعض المجالات، وهو في اغلب الاحيان يضيق عليها الخيارات، بل ويضع على اغلبها خطوط حمراء، ويمنعها من دخول مجالات فنية مسرحية أو درامية في مجال التمثيل على سبيل المثال.الفنانة الاولى والوحيدة في محافظة كربلاء وداد هاشم تحدثت لـ"القرطاس نيوز"، عن تجربتها وابرز التحديات التي واجهتها، وقالت "بتردد كبير واعتراض، دخلت الوسط الفني الكربلائي عام 2009، حينها كانت التقاليد الاجتماعية و طبيعة المدينة تتحفظ على اعتلاء المرأة خشبة المسرح"، مضيفة بالقول "كنت مبتدئة آنذاك، قليلة المعلومة والاطلاع على الواقع الفني وطبيعة العمل المسرحي في كربلاء".هاشم ذكرت "تمكنت من خوض تجربتي الاولى في مسرحية (خالدون) للمخرج عدي الحاج، حيث كان ذلك العمل نقطة تحول مهمة وفارقة في تجربتي الفنية وفي المسرح الكربلائي، كأول امرأة من المدينة تجسد دوراً في عرض مسرحي ويسند لها دور البطولة بعد ان جرت العادة لسنوات على الاستعانة بفنانات من محافظات مجاورة".وتتابع الفنانة، مستذكرة انطلاقتها الاولى لكسر الحواجز على النساء في كربلاء، "تلقيت بعدها جملة عروض مسرحية من مخرجين كربلائيين، واشتركت في مسرحية (على ظلال الطف) للمخرج ميثم البطران، برعاية العتبة العباسية، جسدت فيها عدة ادوار في آن واحد كدور السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة سكينة وزوجة ابن القين، لندرة العنصر النسوي في المسرح الكربلائي".وبشأن الموضوعات التي يتناولها المسرح في كربلاء تقول ان "المسرح الكربلائي يتناول في الغالب موضوعات اسلامية بحتة"، مشيرة الى انها "تمكنت من أداء هذه الشخصيات بنجاح وفقاً لشهادات مختصين، تمثل لي انتصار كبير كممثلة، واعتراف بموهبتي من جهات اسلامية تتعامل بحذر مع عمل المرأة".وعن التحول في الادوار قالت "مثلت دوراً مغايراً للشخصيات الاسلامية السابقة، مثل دور رئيسة الشياطين والابالسة في مسرحية (الكون كله شجرة) للمخرج ميثم البطران، وهو من اصعب الادوار المسرحية التي اديتها، اذ تطلب مني كممثلة البحث عن الكثير من التفاصيل الخاصة بالماسونية والشياطين، لإتقان الشخصية الصعبة التي اسندت لي والبعيدة عن طبيعة الادوار الاسلامية المعتادة، ونتيجة لهذا خرج العرض المسرحي بشكل نال استحسان الجمهور".وتطرقت الممثلة الكربلائية الوحيدة الى ما يحتاجه المسرح في المحافظة، اذ ترى انه "يفتقر الى ابسط مقومات الفن المعاصر، اهمها ضرورة التحرر من موضوعات ضيقه الى موضوعات اكثر واقعية واجتماعية"، لافتة الى ان "هذا النقص كان سببا لجعل كربلاء سوقا رائجا للكثير من الاعمال المسرحية الفكاهية التجارية التي يكون طابعها الإسفاف والاداء الضعيف، لذلك لابد من ايجاد اعمال مسرحية اكثر تطورا، في ظل حاجة المتلقي في كربلاء الى مشاهدة اعمال تتناول موضوعات اجتماعية، وهذا نراه في الحضور الكبير لمشاهدة هذه الاعمال ومن محافظات مختلفة، في وقت يقتصر الحضور في بعض الاعمال ذات الطابع الديني والنخبة الفنية فقط".وعادت هاشم للحديث عن مشاريعها مذكرة بانها تسعى لاختراق الحظر المفروض على بعض الموضوعات الاجتماعية في كربلاء عبر اعمال مسرحية وصفتها بالهادفة، واضافت انها "لم تعد اليوم فنانة مقتصرة على كربلاء بل شاركت باعمال درامية مختلفة خارج المحافظة"، مستعرضة اعمالها التي كان اخرها مسلسل (القناص) الذي عرضته قناة البغدادية و(الامهات) على قناة الغدير ومسلسل (طحنة بمحنة) و(المحطة) لقناة الفرات وفيلم ديني لقناة الزهراء".وعدت الممثلة وداد هاشم المسرح الديني "الاساس في تجربتي الفنية"، مستدركة بأن طموحها تجسيد دور ديني في احدى الاعمال الدرامية الكبيرة.واختتمت حديثها قائلة ان "اية ممثلة ناشئة في كربلاء بحاجة الى دعم معنوي اجتماعي مشجع من قبل الجمهور في المدينة