على لسآن طفلٍ
أبتليَ بفقدِ أبويهِ
أكتب
بين ثرثرة ألسنة ألنآر وصخب قوآفل
ألموج تآهت أجسادهم تحت عبآرة ألموت!!
لُغَتِي تَئِنُّ..
وَنَبْضُ حِبْرِيَ وَالِهٌ
يبكي ضياعَ طفولتي وشَقَائِي..!
والريحُ هائمةٌ تُوَلْوِل في المدى
تَرثِي رُفَاتَ الغَارِقين وَرَائِي...!
إنِّي أنا الْوَجْهُ الذي قَسَمَاتُه
يُتْمٌ تحدَّر... في ضَبَابِ بَلَائِي!!
بَعْضِي هُنَا....
والبَعْضُ منِّيَ ذائبٌ
خلفَ المغيبِ..مُكَفَّنٌ برثائي!
لَا أمَّ تَرْسُو كَالسَّفِينِ جُفونُها
عندي ، كأنِّي سَاحَة الميناءِ!
تَدَعُ الوجودَ مِن الْحَنَانِ حديقةً
قُدْسِيَّةَ النَّفَحَاتِ والْأَضْواءِ
وأبي..؟!
هنالك....!!!!
أين صَبْرُ عَزيمةٍ
تسعى وَرَاءَ الرِّزقِ فِي الْأَنْحَاءِ..؟!
يَصِلُ النَّهارَ بِلَيْلِه ؛ من أجلنا..
ويَعُودُ منكسرًا مِنَ الْإِعْيَاء..!
وَبِكَفِّه الحلوى ...
أُهَرْوِل نَحْوَهُ
فَيَضُمُّنِي كَالزَّهْرةَ الْبَيْضَاءِ..
.
.
.
صارا هباءً......!!
كَفَّنَتْه الرِّيحُ مِعْطَفَها...
ودُفِّن في (حَمِيمِ الْمَاءِ)!
***
هي لحظةٌ...!
شاهدتُ في مرآتها
وَجْهَ الرَّدى متلثِّمًا بقضاءِ
كالْبَرْقِ... يَخْتَطِفُ النفوسَ رهينةً
مقهورةً في قَبْضَةِ الْإِفْنَاءِ
المَوْجُ يَصْرَعُهُم عَلَى عَتَبَاتِهِ
والنَّارُ ناسِكَةٌ على الْأَشْلَاءِ..!!
رَحَلُوا....
وفِي قَلْبِ المَدَى صَرَخَاتُهمْ..
لَمْ تَلْقَ إِلَّا ميِّتَ الْأَصْدَاءِ!!
يا وَيْحَهُمْ رَحَلوا..!
وفي أعماقهم:
أنَّاتُ آمالٍ , ونَوْحُ رجاءِ
لكنَّهم... تركوا قُصاصةَ عاشِقٍ
شوقًا إلى وَطَنٍ بِلَا بَغْضَاءِ!
****
يا بَحْرُ...كمْ دُفنت بقاعِكَ عبرةٌ
عظُمت عَلَى الْخُطَبَاء والشُّعَرَاءِ!
أَحْيَيْتَ كُلَّ حقيقةٍ مقبورةٍ
تسعى لترويَ مِحْنَةَ الْغُرَبَاء!
وأبَنْتَ للأكوانِ أنَّا أمةٌ
بخسًا تُباعُ لحفنة الجبناءِ
مَصْفُودَةُ الْأَحْلَامِ...
ما من فرحةٍ بيضاءَ إِلَّا
ضُرِّجَت بِدِمَاءِ!!
أَوَكُلَّمَا نَزَلَ الرَّبِيعُ ديارَنَا
حَصَدَتْهُ – غادرةً- يمينُ شتاءِ؟!!
وَإِذَا هَفَا طَيْرٌ إلى أوطانِهِ
قَذَفَتْهُ نَارُ الْحِقدِ فِي الظَّلْماءِ!!
الْمَكْرُ يسحقنا..
وما مِنْ غَضْبَةٍ لِلَّهِ...
...تَشْفِي لَوْعَةَ الضعفاءِ..
لَا شَيْءَ لِلإنسانِ في أوطاننا
إلَّا الدُّمُوع..وخَيْمَةُ الْإِيوَاءِ..!!
فَإِذَا تَوَجَّع حاصَرَتْهُ سجونُنَا..!
وإذا بكى..فَبِدَمْعةٍ خَرْسَاءِ!!
وإذا تبسَّمَ...عاجَلَتْهُ يَرَاعَةٌ للسوطِ
تَرْسُم بَسْمَةَ اسْتِهْزَاءِ!!
***
قَدْ جئتُ يا وطني...
أفرُّ من الرَّدى
لِأَعيشَ إِنسانًا بِلَا أَعْدَاءِ
ومَدَدْتُ كَفِّيَ في الْعَراءِ......
..وَحِيدةً..!!
والنَّاسُ صَمْتٌ..سَاكِنُ الْأَعْضَاءِ!!
فَرَجَعْتُ..
أَغْرِسُ فِي الضُّلُوعِ كَآبَتِي
وَوَجَدْتُ مَسَّ الضَّيْمِ في أحشائي!
هَل يا تُرَى أَحْيَا بِظِلِّ عَدَالةٍ؟!
........
...
..
أَمْ...
سَوْفَ ألحَقُ رُفقةَ الشُّهداءِ..؟