مرآتي يا مرآتي
أخبريني من أكون
من تلك التي ترتسم في وجهك كلما نظرت إليك
من تلك العجوز
و نصف الطفل ذاك
مرآتي يا مرآتي ..
هل زمن الشيخوخة حان؟
هل تلك الرؤية هي ظلي ؟
وتلك التجاعيد حزن الاوطان ؟!
أما السمرة يا مرآتي
هل تصف جلوس والدي في أحضان الشمس عند الظهر .. ينتظر لقمة العيش ،، تحت وطأة الزمان
مرآتي يا مرآتي
أخبريني عن لساني .. مابه قد قطع الى نصفين
والرمق الأخير ينادي
عذرا .. أني أنثى و نسيت .. إن الأناث لا يحق لهن الكلام
مرآتي يا مرآتي
وأخبريني مالي أرى على خدي من الدم نهران
أم لأني أبكي وطنا جريح ؟!
أم أشتاق قلبي .. الولهان ؟!
مرآتي يا مرآتي
والطفل الصغير في وجهي .. مالي أراه يلعب بالنار
وقد أغرته كل ألعاب الدمار
وتلك العجوز
أراها تضحك من عمر صغير قد نمى في رأسه الشيب الغزير
مرآتي يا مرآتي
ما زلت أجهل كيف أجتمعت كل تلك التناقضات
وأصبحت أنا
أسيرة كل تلك الصور
مرآتي يا مرآتي
وما زلت أسأل من أكون
هل حقا ذلك الجسم مجرد تخاطيط
وكلامي .. مصدر من عقل آخر ولسان !!
أو حقا ذلك الشبح الذي يحتضر .. في زواياك
أنا ؟!
وتلك الصورة .. مجرد رسم لفنان مبدع في التخريب
رسم مجرد خيال ؟؟!