كانت تتأبط ذراعه بفرحة عارمة كأنها طفلة تمسك بلعبتها الثمينة التي تخشى عليها من كل شيء .... حتى انها تقول لهُ دوما حبيبي لو تحولت الى معطف سأرتديك الى اخر العمر وهو ينظر اليها بلطف مع ابتسامة بسيطة ثم يتابع السير بهمة ... قاطعت صمته تقول انا احبك كثيرا فرد بعيون تكاد لا ترصد شيء على الطريق وانا أيضا احبك وازدادت سرعة خطواته حتى انها لاحظت انها اذا لم تجاريه سيجرها خلفه لما العجلة هل لديك موعد فيرد بلا انتباه لا ابدا ماذا يشغل بالك هل ازعجتك بشيء مطلقا حبيبتي حتى وصلا الى المبنى الذي يقطنون به صعدا على السلام تركت يده متكئة لتلتقط أنفاسها فقد كانت اشبه بمارثون وهو سبقها الى الأعلى صعدت وهي تقول في نفسها ما باله اليوم ليس على طبيعته وجدت باب الشقة مفتوح دخلت وهي تنادي هل انت بخير انت تتصرف بغرابة اليوم ما الذي دهاك لقد جعلتني اقلق عليك وهي تبحث عنه لتجده في غرفة النوم مضطجع على السرير بدئت تنزع اقراطها وتغير ثيابها وهي تحدثه اعلم ان عبء العمل ثقيل عليك وانت تشكو من وجع صدرك منذ فترة قد تفيدنا رحلة لتريح اعصابك لما لا ترد عزيزي هل غفوة واقتربت منه لتلمسه واذا هو كقطعة ثلج ارادت الصراخ لكن صوتها لم يسعفها لقد جنت انه لا يتنفس بعيون شاخصة بدئت تهزه تصفعه وهي تغرق بدموع استيقظ ارجوك أن عالمي كله يدور حولك لازلت احلم كيف سنكبر معً لكن لا نفع .... قامت بقواها الخائرة تجر قدميها المرتجفتين بتجاه الهاتف لتتصل بالإسعاف وعند عتبة الباب سمعت شهقة استدارت مرعوبة كمن ضربه الرعد وإذا به جالس على السرير حبيبتي ما الذي كنت تقوليه لم اسمعكِ؟ وسقطت مغشىً عليها ....