شاعت من جديد في مواقع التواصل الاجتماعي، صور متعددة لهيكل عظمي ضخم نُسِبَ إلى قوم عاد، وأنه تم العثور عليه في المملكة العربية السعودية، من قِبَل شركة أرامكو أثناء عملها في التنقيب عن النفط، وانتشرت الصور داخل المملكة وخارجها؛ حيث تظهر آثار هيكل عظمي بَشَري عملاق، ويحيط به أفراد من متخصصي التنقيب عن الآثار.
وارتبطت الشائعة بفكرة أن قوم عاد، الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم، كانوا يسكنون في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وقد صرحت عدة جهات بعد رواجها، أنه لا صحة لوجود آثار لهيكل عظمي ضخم؛ سواء داخل المملكة أو خارجها، وأن الصور المُشاعة تعود إلى مسابقة "فوتوشوب" تم إقامتها في جامعة كورنل الأمريكية، تحت مسمى "العودة إلى أرض العمالقة".
وكان أصل الشائعة، قد انتشر في22 أبريل 2004 في صحف بنغالية بنفس الصورة ومعها الخبر التالي: "صرّح سالم ألفي من مدينة الرياض، باكتشاف مثير في الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة العربية السعودية؛ بينما كانت تُجرى عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي؛ حيث تم العثور على هيكل عظمي عملاق في الصحراء، كما عثر على قرص حجري منقوش عليه كتابات باللغة العربية، تفيد أن ذلك الرجل هو أحد أفراد قوم عاد المنحدرين من قوم نوح".
وتعود حقيقة الصورة إلى أنها تمثل هيكلاً لحيوان منقرض شبيه بالفيل من حيوانات "ماستودون Mastodon"، الذي انقرض منذ 11 ألف سنة مضت، وتعود بداية وجوده إلى 33.9 مليون سنة مضت، كان قد عُثر على بقاياه العظمية في حديقة "هايد بارك" في ولاية نيويورك الأمريكية عام 2000، واعترف الشخص الذي صنع الصورة المزيفة بوضع هيكل عظمي بشري مكان بقايا "الماستودون" بأسلوب المعالجة الرقمية على الحاسب.
وعن الشخص الذي عالج الصورة ووضع هيكلاً عظمياً ضخماً؛ فاسمه "أيارن كايت" من مدينة كالجاري، والذي شارك في مسابقة خدع برنامج "جرافيك الفوتوشوب" تحت عنوان مسابقة "العودة إلى أرض العمالقة"، واعترف في صحف أجنبية أن الصورة مجرد خدعة جرافيك لهيكل حيوان منقرض من أسلاف الفيل والماموث؛ وذلك عن طريق برنامج الفوتوشوب لمعالجة وتعديل الصور.
وكانت هيئة مكافحة الشائعات على موقع "تويتر" والهيئة العامة للسياحة والآثار، قد نَفَتَا اكتشاف أي هيكل عظمي ضخم داخل أراضي المملكة؛ مؤكدة أن ذلك غير صحيح جملة وتفصيلاً، وتحثّ الجميع على تحري الدقة واستقصاء المعلومات من مصادرها.
وقالت الهيئة العامة للسياحة والآثار، عبر بيان لها: إنها لاحظت تداول صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهياكل عظمية بأحجام كبيرة، ومعلومات تشير إلى أنه تم اكتشافها بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت الهيئة للمواطنين والمقيمين المهتمين بالتراث وأعمال التنقيب عن الآثار الوطنية، التزامها بمبدأ الشفافية واطلاع الجميع على أي آثار أو مستكشفات يتم العثور عليها أثناء التنقيب عن الآثار في المملكة العربية السعودية.