جرت اختبارات تحت إشراف "ديلروي بولهوس"، الأستاذ المقيم بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا، في محاولة لفهم "السمات الشخصية المظلمة"، فتم رصد سبب وجود متعة الناس في القسوة ضد الآخرين؟ليس فقط أولئك المرضى نفسياً والقتلة – بل وحتى بين طلاب المدرسة المشاغبين ومدمني التعليقات والرسائل المؤذية على شبكة الإنترنت ووجهاء المجتمع من السياسيين ورجال الشرطة، هذا ويقول بولهوس "نميل إلى تصنيف الأشخاص الذين نلتقيهم ضمن مجموعة القديسين أو قالب الشياطين،– فنحن نريد أن نصنف الناس في عالمنا ببساطة إلى أخيار وأشرار."وتوصل كل من الأستاذ "بولهوس"و طالب الدراسات العليا "كيفن وليامز" إلى أن الخصال الثلاث (النرجسية والميكافيلية والاضطراب العقلي) مستقلة عن بعضها عموما، مع أنه قد يتزامن وجودها معا في نفس الشخص أحيانا، مما يشكل لديه ما يمكن تسميته بـ "الثالوث المظلم".وبما أن بولهوس يميل إلى التركيز على الأشرار العاديين فقط، وليس على المجرمين أو المضطربين عقليا، فإن تلك الخصال لن تظهر على الإطلاق في اللقاءات الأولى، ومنه يقر: "إنهم يتدبرون أمرهم في كل المجتمعات، وبالتالي فهم يتحكمون بالأمور بما يكفي ليتجنبوا الوقوع في المشاكل، إلا أنها تنال اهتمامك بين الفينة والأخرى". كما عمل بولهوس، حسب علم بريس، على التعرف على أمور أعمق للأطياف المظلمة في النفس، ويقول: "كنا ندفع الأمور أكثر من الحدود المتعارف عليها. وجّهنا أسئلة في غاية التطرف"، عندها اكتشفت أن البعض اعترفوا بإيذائهم الآخرين، ليس لغرض سوى الاستمتاع بذلك.الحاسم في الأمر، أن هذه الميول ليست ببساطة انعكاسا للنرجسية أو الاضطراب العقلي أو الميكافيلية، بل تبدو وكأنها تشكل شخصيتهم الثانوية "السادية اليومية"، لهذا السبب، يسمّيها بولهوس حاليا "رباعيات الخباثة