الناصرة ـ «القدس العربي»: أكد المطران عطا الله حنا أن الشعب الفلسطيني تميز عبر تاريخه الطويل بوحدة وأخوة أبنائه المسيحيين والمسلمين، وقال إنهم موحدون لا يقبلون القسمة على اثنين، يناضلون من أجل الحرية وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبهم.
وجاءت كلمات المطران عطا الله حنا هذه لدى استقباله امس وفدا من أبناء الجالية الإسلامية في استراليا، موضحا «أن الاحتلال في ظلمه وقمعه وهمجيته لا يميز بين مسلم ومسيحي وبين كنيسة ومسجد، فكلنا مستهدفون ووجب علينا جميعا أن نبقى موحدين لأنه في الوحدة قوة لشعبنا»، داعيا للعمل معا من أجل تقوية أواصر الوحدة الوطنية دفاعا عن القدس ودفاعا عن أنبل وأعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث وهي قضية الشعب الفلسطيني. ونبه المطران دعاة الفتنة والتطرف والإرهاب والعنف في وطننا العربي بكافة مسمياتهم والقابهم إنما يخدمون الاحتلال وهم يقدمون خدمات كبيرة له بتصرفاتهم وأفعالهم الدموية وهمجيتهم.
وشدد المطران حنا، الذي يحاصر داخل البطريركية الروم الأورثوذوكس بسبب مناهضته تسريب الأراضي لجهات صهيونية، على أن «قضية فلسطين هي قضيتنا جميعا مسيحيين ومسلمين». ولفت إلى أن من يسعى لتفريقنا وإبعادنا عن بعضنا البعض وتدمير الأخاء الديني وقيم الوحدة الوطنية، «لا يريدون الخير لهذه الأمة وقضيتنا الأولى ألا وهي قضية فلسطين». وطالب بمواجهة التطرف والعنف والإرهاب بحملة توعية تستهدف الفئات العمرية كافة وخاصة الشباب لكي لا يقعوا فريسة من يتاجرون بالدين والدين منهم براء.
وقال إن المسيحيين المشرقيين في الوطن العربي لن يتخلوا عن انتمائهم لهذا المشرق تحت أي ظرف من الظروف وسيبقون متمسكين بإيمانهم وبقيمهم الروحية والإنسانية والوطنية وستبقى كنائس المشرق تبشر بقيم المحبة والسلام. وتابع «وسنبقى ندعو دوما إلى ترسيخ وتقوية أواصر الأخوة واللحمة. يحزننا ويؤلمنا ما يحدث في سوريا والعراق وفي غيرها من الأماكن من ذبح وقتل وانتهاك للكرامة الإنسانية وكل هذا يهدف إلى تدمير منطقتنا وتفكيك مجتمعاتنا وتشويه صورة مشرقنا العربي، وطمس معالمه وبهائه وجماله وإنسانيته».
وشدد على أن أولئك الذين يعدمون ويذبحون الأبرياء ويتفننون في وسائل إعدامهم وتنكيلهم بالناس إنما هم أعداء حقيقيون للإنسانية وللدين وللحضارة ولفلسطين، واعتبرهم أدوات بأيدي الصهيونية العالمية بهدف تدمير وتصفيه القضية الفلسطينية.
وقال مطران سبسطية «إن الغالبية الساحقة من أبناء أمتنا ترفض هذا العنف والإرهاب وهذه الدموية والهمجية الفاقدة لأي بعد إنساني. وأشار إلى «أن المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في ديار العرب مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتعزيز تلاحمها وتعاونها وتحاورها وتفاهمها من أجل أوطاننا ومن أجل قضيتننا الأولى قضية فلسطين».
http://www.alquds.co.uk/?p=304265