إحتفظ بما إشتريت أو رد كما أخذت
حاكم عادل يدعى أبو أمية شريح بن الحارث بن قيس الكندي من أهل اليمن وهو تابعي أسلم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يلتقي النبي ودخل المدينة في عهد أبو بكر الصديق وظل بها حتى تولى عمر بن الخطاب وكان في هذا الوقت بلغ من العمر 46 عاماً وعين قاضياً من قبل عمر .
تعيين شريح
في يوم ذهب عمر إلى السوق لشراء فرس وعندما ركبه وسار بفرسه وقف الفرس ولم يتحرك فرجع به عمر إلى بائعه ليرجعه فقال له لقد أخذته سليماً فرفض عمر وطالب بأحد أن يحكم في الأمر فاختار البائع شريح ليحكم فوافق عمر فذهبوا له وحكوا له القصة فقال شريح لعمر إحتفظ بما شريت أو رد كما أخذت فأعجب عمر هذا الحكم المختصر وقال له إذهب إلى الكوفة فقد عينتك قاضياً عليها.
فترة قضائه
ظل شريح قاضياً لمدة ستون عاماً كان خلالها حكماً وقاضياً يحكم بالعدل بين الناس وظل في عهد عمر ثم تولى عثمان ثم تولى علي(ع) ثم ومن بعد علي(ع) معاوية ومن بعده من الخلفاء إلى أن جاء عهد الحجاج وفي هذا الوقت قدم شريح استقالته لأنه وجد أن حكمه لا يطبق وكان يبلغ من العمر مائة وسبعة عام.
مواقف وعبرة
ولشريح كثير من المواقف التي تبين شدة عدله ونذكر منها أنه في يوم جاءه إبنه وقص عليه قصة بينه وبين أحد القوم وقال لأبيه لو أن الحق لي قاضيتهم ولو كان الحق لهم صالحتهم فقال شريح إذهب إليهم وقاضيهم فذهب الإبن إليهم وطلب مقضاتهم وعندما وافقوا جلسوا بين يدي شريح وحكوا القصة فحكم شريح على إبنه وعندما عادوا قال له الإبن لقد فضحتني,قال له شريح أنت أعز عندي من الأرض ولكنك لست أعز عندي من الله