شعرت بأن قبضة الألم تعتصر قلبه وهو يطلق الرصاص بكلماته على كل بنات جنسي واصفا إياهن:
غريب أمر النساء فهن لا يعشقن ولا يتمسكن إلا بمن يذلهن ويسقيهن كأس الخديعة والفراق دفعة واحدة، هذه الشهادة الرجولية للنصف الآخر كانت جزءاً من صراحة مفرطة للشاب (حسين محمود) إثر اكتشافه مؤخرا لخيانة شريكته التي عقد العزم قبل أربعة أشهر على الاقتران بها لكنه استيقظ من حلمه قبل أسبوع على حقيقة مروعة كما وصفها وهو يقص لي أصل الحكاية قائلا:
مهزلة.. وقاحة!
لاربعة أشهر وأنا مغشوش بهدوئها وخلقها المقنع، تلك هي زميلتي التي تجمعني واياها مرحلة دراسية واحدة كان من المفترض وأنا أقص لك الآن قصتي ان تكون خطيبتي رسميا لكن يبدو ان بعض النساء للأسف يستهويهن الرجل المخادع الذي يغرقهن بالوعود الكاذبة والمعسولة وأنا غير ذلك فمن أول يوم التقينا اعترفت لها بحبي ونواياي الصادقة عارضا مسألة الزواج بعد علاقة تعارف لا تتجاوز الأربعة أشهر فلها الحق في ان تتطلع على أمور فيّ قد لا تعجبها لم تمانع فاستمرت علاقتنا على هذا الحال علما ان لقائي بها كان في داخل مكان الدراسة فقط فأنا حريص جدا على سمعتها وكرامتها.
ازداد اعجابي وتعلقي بها ولم يبدر منها طوال تلك الأشهر ما يسيء الظن او يناقض هدوءها ففاتحت أهلي بقضية ارتباطنا فرحبوا بالأمر وقالوا طالما أنت واثق من أخلاقها وأصلها فنحن لا نمانع أبدا، الى ان جاء اليوم المشؤوم الذي أخبرني فيه أحد زملائي المقربين وبصورة خاصة بعد ان طلب مني وعدا بأن لا أخبر أحدا مؤكدا على انه رأى شريكتي لثلاث مرات جالسة في مكان منزو مع شاب من نفس الجامعة لكن من كلية أخرى وأعطاني أسمه واسم كليته، لم أتهمها مباشرة فأنا بصراحة كنت أثق بها ولكن الغريب ان من أخبرني لم يكن من الشباب المنافقين، قررت ان أراقبها خلسة خصوصا في الأيام التي نتفق انني لن أحضر للكلية بها لارتباطي بعمل وهنا للأسف تفاجأت بذهابها الى ذلك الشاب رأيتها دون أن تراني، بادئ الأمر قلت في نفسي لعل الأمر قد تم تفسيره من قبلي بصورة خاطئة فأعدت النظر وراقبتها مرة أخرى واذا بها تلتقي به مجددا وبمفردها بقيت أنتظرها لأكثر من ساعة ونصف الى ان همت بالمغادرة وفي الطريق صادفتها وواجهتها والنار تتطابر من عيني فارتبكت بالبداية وحينما طلبت منها تفسيراً فورياً لتلك المهزلة اعترفت وبكل وقاحة بعد ان غادرها الخجل والخلق الرفيع الذي أوهمتني بهما لأشهر بأنها تعرفت عليه قبل شهر وهو يروق لها أكثر مني طالبة أن أنساها للأبد.
سأسحق حبها
رغم العذاب الذي يسحق روحي كل لحظة فلن أعود اليها تلك الأنسانة التي لم تقدر محبتي ورغبتي الصادقة في الاقتران بها من بين لائحة طويلة من العلاقات الغرامية التي اعترف بان وجودها فقط هو الذي أزاحهن جميعا.
(إياد عبد الحسن) شاب وسيم أقسم بأنه سيسحق حبها للأبد، عندما سألته بشأن حقيقة الجروح التي يمكن ان تتركها النساء في قلوب الرجال دون رحمة فأكمل قائلا:
بعنادها وغبائها سحقت وضيعت حبي لها للأبد علما انها الفتاة الوحيدة التي لا أعرف كيف نجحت بإزاحة جميع من كن يتوزعن كعشيقات في ثنايا حياتي فمنذ ان تعرفت عليها قبل سنة وأنا أحمل في داخلي تجاهها مكانة خاصة وأدركت انها المرأة التي سأرتبط بها لآخر العمر لكن يبدو ان هذا من المحال فهي المسؤولة عن عذابي بحبها الذي سأسحقه رغم انني أتجرعه بمرارة وهي المسؤولة عن ضياع فرصة ان نكون أجمل زوجين بعنادها الذي كان دائما يشعرني بأنني لست رجلا ففي كل مرة نصطدم بقضية معينة أكون فيها رافضا ان تفعلها فأجدها تتعمد مخالفتي وكأن المسألة تتعلق باثبات شخصيتها مقابل فرض شخصيتي متناسية بأنني رجل ويجب ان يكون لكلماتي الصوت المسموع من قبلها لكن هذا للأسف لم يكن يحدث من جانبها أبدا فنقع في نفس الاشكالية غير ان المرة الأخيرة كانت القاضية على علاقتنا فقد نهيتها عن الذهاب لمكان معين ولم تنته فقطعت علاقتي بها فورا كثمن لانكساري كرجل أمام إمرأة لا تهتم بمشاعره ورجولته وقلت لها بالحرف الواحد فلينفعك عنادك!
قسوة ومزاجية
(علي عبد) طالب كلية، لم يطل التفكير وأجاب ببديهية حول رأيه كرجل وكيف يمكن ان تكون المرأة متسببة في عذاباتهم قائلا:
المرأة مخلوق متقلب المزاج وتتحكم في تصرفاتها وحركاتها وخياراتها حتى بشريك العمر المزاجية والاهواء فضلا عن ذلك فان عملية استبدال الشريك لديها سريعة وسهلة كذلك وبرأيي السبب هنا يعود لقسوتها وسرعة انجذابها وتأثرها بالمغريات التي تصادفها في كل مكان أما السبب الآخر فيعود الى حظوتها كأنثى بأكثر من فرصة للارتباط قياساً بالرجل الذي قد يفكر في الارتباط من أخرى بعد مضي فترة طويلة في حين ان المرأة على عكسه فقد يراودها هاجس الارتباط في أية لحظة وفي أكثر من مكان.
قصور في الفهم
لقطة أخيرة لسطور عذابات هؤلاء الرجال كانت مع الباحث الاجتماعي (محمد الساعدي) أخذها من زاويته بالقول:
للأسف لاتزال بعض النساء في مجتمعاتنا الشرقية تفكر في معزل عن الهالة الرجولية التي ترافق الرجل بالفطرة ولا يمكنه الاستغناء عنها حتى لو ذهب لآخر الدنيا فالرجل تغذي ذهنيته وتصرفاته وتحكم ارتباطه بالشريكة التي يصدق معها النوايا لائحة من المميزات والخصائص الاجتماعية التي يجب ان تحترمها المرأة وتضعها في الحسبان ولا أنكر بأن هنالك الكثير من النسوة يتمتعن بادراك ووعي فيتعاملن مع كل تلك الخصائص باحترام ومصداقية ودون خدش وتجريح أما البعض الآخر فمازلن يعتقدن بأن في اثارة أعصابه ومخالفته حماية لشخصياتهن من التهميش وهنا الفهم مغلوط ويفتقر للصواب وهو برأيي الفخ الأول الذي تقع فيه كل من تريد ان تستحوذ على قلب نصفها الآخر.
امنة عبد النبي