السلام عليكم
منذ ان انتقل ابي للعيش في هذه البلدة بحكم وظيفته كان دائما يقوم باكتراء اراضي صغيرة ويقوم باستصلاحها وياخذنا معه لنفعل ذلك
كان يحب ان يعلمنا ان نتعلق بالارض .. يقول دائما ان الرجل الحر لابد ان يعش الارض .. يخاطبها ويسمع صوتها
لم يكن بامكاننا ان نفهم لغة الارض
بالنسبة لي قضيت سنوات عديدة احاول ان استكشف هذا السر حتى سمعت صوت الارض اخيرا وصار بامكاني الحديث اليها
في البداية كنا نحصل على قطع ارض جرداء مليئة بالحجارة
كنا بعد الدوام نخرج جميعا يقول ابي لا بد ان تتعلم ايادينا مسك الفأس كما تمسك القلم
وحسنا كنا نستمتع بمراقبة واكتشاف كل ما تخفيه الارض
في البداية كنا نرى فقط الاشياء الكبيرة ثم صار بامكاننا التنبه الى تفاصيل صغيرة
بعد وقت كنا نمنح الحياة لتلك الارض
الامر حقا يشبه المعجزة
واصحاب الارض لما كانوا يرونه تتحول في فترة الى جنة غناء
كانوا يمنعونها عن ابي في لاحق الامر وياخذونها لانفسهم
ابي لم يكن يكل او يمل
كان ينتقل بنا الى قطعة اخرى
وبالحماس ذاته .. كنا بعون الله نمنحها الحياة وتمنحنا قطرات جبين ذهبية
بعد ذلك صار ابي يحصل على ( جنان ) وليس ( بحيرة ) فقط
البحيرة مكان لغرس الخضر فقط
اما الجنان فبالاضافة الى الخضر يوجد به اشجار مثمرة
حدث بعد فترة اني التزمت مع احد الافواج الكشفية ولم اعد اتردد كثيرا على تلك الاماكن التي كان ابي كانه يهرب اليها من غوغاء البشر
وذات يوم
الان
نبدأ
ذات يوم طلبت مني اختي واخي ان نذهب عند ابي في يوم صيفي حار لنستمتع بنسيم الاشجار العليل وبرودة الجو المتعشة هناك
فلم امانع
واخذنا معنا اختي الصغيرة الان صارت بالجامعة يومها كان عمرها سنة ونصف
دخلنا البستان الاول ومنه الى البستان الثاني
ولكني وجدتهما يتسللان الى البستان الثالث
فاستغربت
قلت لهما ولا مرة اتينا الى هذا المكان
لا تقحمانا في المشاكل
لكنهما قالا انهما اتيا سابقا مع ابي الى هنا .. فاطمان قلبي
لكن بصعوبة نزلنا الى البستان المجاور لانهم كانوا يفصلون بين البساتين بشبابيك من الحديد على شكل اسلاك بها نجوم حادة
اتذكر اني صورت شيئا كهذا من اجلكم لكني لم اعثر علي الصورة الان
المهم كان البستان واااااااااااااااااااااااا ااااااو
مذهلا
وبقيت انا اتأمل الاشحار التي فيه
كان عددها اكبر من البستان الذي اكتراه ابي
اشجار التين والتفاح والايجاص والمشمش وعلاق التوت ( كنت قد وضعت موضوعا يتعلق به في الاستديو ) و التين ( الباكور تحديدا في تلك الفترة)
ولم اكمل تفسحي بعيناي حتى كانت اختي واخي قد تعلقا بشجرة رمان
فقلت لهما توقفا انه غير ناضج ستغضب امي ان عرفت ( واي كانت شديدة جدا فيما يتعلق باحترام الاشجار )
لكنهما لم يسمعا كلامي فلم اشا ان اكسر راسي معهما
وفجاة رايتهما يركضان مبتعدين
فصحت بهما
اوووووف منكما توقفا عن التصرف هكذا لا تتشاجرا
ولكن فجاة سمعت اختي الصغيرة تشهق شهقة واحدة وتركض خلفهما
فاخبرني حدسي ان الخطر قادم من خلفي
ولان نظرية الجبان يفكر بساقيه عند الخطر
لم اكن بحاجة الى تبين الامر
او استعمال عقلي
بل مباشرة اطلقت الريح لقدماي
وانطلقت مسرعة فحملت اختي الصغيرة ووضعتها على خصري بحيث صرت انا وهي خطين متعامدين وركضت بكل سرعتي حتى لحقت بهما
وقفزت على تلك الاشلاك الشائكة المسننة كما البهلوان
وهناك في البستان الثاني صار بامكاني رؤية من كان يطاردنا
كانت عجوزا شمطاء وشكلها مخيف جدا
وكانت تحمل بيدها منجلا والكثير من الطوب ترمي به علينا
عندما وقعت عيناي عليها ارتعبت للغاية
واشتغل عقلي للمرة الاولى
فاخبرتهم ان نغير الطريق حتى لا تقطع طريقنا بين الاشجار
ففعلنا واخذنا طريقا طويلا
وبصعوبة كنا نتنفس
و كانت اختي تحمل بيدها حبة تين وتقول كلمة بذيئة لان الامر اختلط عليها في لسانها كانت تقصد كلمة اخرى لكن تغيير مواضع الحروف جعلها كذلك
وانا لم استطع تنبيهها وكان الناس بعد ان وصلنا الى الطريق العام يسمعونها وانا لم انبهها وهي ظلت تكررها
حتى وصلنا للبيت فقالت لها اختى الكبرى ماذا تقولين
فالتفتت الي وقالت لي طول الطريق وانا اقولها
ولكن انا كل همي هو ماذا كانت ستفعل لنا لو امسكتنا
هنا انطلق خيال اختي الكبرى
فقالت انها
ستعطيني انا قناطير من الملابس لاغسلها بيداي
في حين ستضع اخي واختي في قفص وتسمنهم حتى يكبرا
المهم اذكر اني فعلا كنت يومها بحاجة الى مساندة نفسية
لكن اهلنا لم يكونوا يؤمنون بذلك
بالمناسبة العجوز تلك عليها حكايات غريبة ويقال ان زوجها ازعجها فاكلت احدى يديه وهو نائم
ويكفي ذكر اسمها الغريب والمخيف لتتقلص كل الاوردة عند الاطفال
الى اللقاء