أنا واليــمـامة والخرنوبة
سمعتُ يمامةً ولهى تغنّي
على خرنوبةٍ قبْلَ الهُجوعِ
تغازل عاشقاً وتـتيه دَلاً
كدلِّ عروسةٍ بين الجمـوعِ
وإذْ ضحكَ الصّباحُ ولاح خيْط الضّـ
ـياءِ تجوس فِي الحقلِ الوسيعِ
تلملِمُ ـ والحبيبُ ـ يَبوسَ عشْبٍ
لتبنيَ جنّـــةَ الطّفـلِ الوديــعِ
تميسُ ..تنوحُ .. تضحكُ ..ليت شِعري
أوجْدٌ أمْ جــوىً بين الضّلــوعِ!
•
صديقي..لاتعاتبْني إذا ما
هديلُ يمامةٍ أثرى ضُروعي
إذا الغيداء ماستْ وهْي نشْوى
تهيجُ صبابةُ الشّيخِ الوَلوعِ
يفوح العطرُ منْ ريّانِ خدٍّ
كأنفاسِ البنَفسجِ فِي الرّبيعِ
هي الأحــلام تترى يوم كُنّا
ندامى قهوةٍ بعْدَ الهـــزيعِ 1
تبوحُ العيْنُ وجْدَ القلْبِ حيناً
وأحياناً يسـيلُ مع الدّمـوعِ
*
ذُكاءُ .. وهل تطولُ بيَ الليالي؟
متى يجلو الضِّياءُ دجى ربوعي؟
شربْتُ الرّاحَ حتى بات يلظى
كريقٍ سال من دمْعِ الـشّمــوعِ
سكرْتُ وما ثمِلتُ ورُحتُ أرنو
على التّـلفـازِ فرسـانَ الخُـنـوعِ
فعدتُ أوشوشُ النّجماتِ ظُهراً:
إلامَ أعيشُ كالحَمَلِ المُطيعِ!؟
لماذَا الطّيرُ يشربُ سلسبيلاً
كدمعِ المُزنِ ،أو ريقِ الصّقيعِ!
لماذَا النّـحْـلُ لايسْتافُ إلاّ
زكيَّ الزّهْرِ فِي الحـقـلِ البديعِ!
إلامَ حُثالةُ الأوغـادِ تسطو
على داري ، وتسكرُ منْ نجيعي؟!
*
هي الصّهـباءُ دبّتْ في عُروقي
دبيبَ النـّومِ في مـُـقَلِ الرّضيعِ
أفقتُ.... وعاصِفاتُ الرّيحِ تعتو
وصاعــقةٌ هوتْ بينَ القطيــعِ