معَ أمِّ شهيد....
قلتُ ـ إذ شاهدتُ أمّاً ـ ........... تسْفَحُ الأدمعَ همْرا :
لمَ تبـكينَ هِلالاً .................... آبَ بيْنَ الزُّهْـرِ بدرا ؟!
فأجابتْ : لمْ يُفارقْ ............... مُقلــتي ليـلاً وظُـهْـرا
آهِ لـو ألقاه لـمَّا ...................... ديكُــنا يصْدَحُ فجْـرا
لستُ "كالخنساءِ أختاً .............. وشَغافُ الأمِّ أثــْرى
من لهيبِ البيْنِ صاغتْ ........... وجْدَهَا الوهّاجَ شِعْرا
سالَ دمْعُ الصّخْرِ لَمّا ......... ناجتِ"الخنْساء" "صخْرا"
**
كيفَ لاأبكي وليدي ............. كانَ حُلْماً صار ذِكرى؟!
كان للخفَاقِ بَرْداً .............. صار في الأحداقِ جَمْـرا
كان لي روحاً ورَوْحاً ................... ولأزهاريَ عِـطــْرا
ما شداهُ القلبُ إلا ................ سالـتِ الأحــزانُ نهْرا
لنْ تَجِـفَّ العينُ يوما ........ بل ستهمِي الدّمْعَ دهْرا
ليتني أسلو حبيبي ........... وأعـيشُ العُمْـرَ سَكرى
كلما أشعلتُ قبْساً ............ أطفأتْه الرّيحُ قَسْرا !!
**
ياهزاري ..لاتغَرِّدْ ................. صارتِ الأشــعـار نَثْرا
لاتلُمْ ثـكْلى رؤوماً ........... إن شـجَتْ سِرّاً وجَهْرا
أنَا لاأبكيهِ حُزْناً ................... إنــّما أبكــيهِ فَـخْرا
كلُّ غازٍ رامَ شامي .................. بَردى أهداهُ قَبْرا
ظَبْيةُ الفيحاء زهْوى .............. لو تركناها ستَعرى
لم ولنْ يهْـنا شقيقٌ .......... إن رأى أختَيْهِ أسرى
بنجيعي سوف أروي .......... موْطني شِبْراً فشِبْرا
*****
ـــــــــــــــــ غسان علي حسن /من حيرة السنديان