يعتقد البعض أن العالم ألبرت أينشتاين قال في يوم من الأيام إنه "بحال انقراض النحل فإن البشر سينقرضون خلال أربع سنوات". البعض يجادل في صحة نسبة هذا القول لأينشتاين، ولكن الأمر المؤكد هو أن النحل يواجه مخاطر كبيرة وهو معرض بالفعل للانقراض بسبب ظاهرة ما يعرف بـ"انهيار القفران." وتشهد المناطق التي تضربها ظاهرة "انهيار القفران" حوادث غامضة يفر خلالها النحل هاجرا قفيره بالكامل دون سبب واضح، أو ينفق النحل في قفير معين بأعداد كبيرة دون مبررات ظاهرة.
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن الولايات المتحدة مثلا شهدت خلال عام 2012 انهيار 43% من قفران النحل التي كانت تمتلكها، ما دفع النحالين إلى قرع ناقوس الخطر بسبب التهديد الذي يمثله هذا الواقع على قطاعات أخرى، في مقدمتها الزراعة، نظرا لمسؤولية النحل عن تلقيح فصائل النباتات خلال تنقلاته. ورغم غموض أسباب انهيار القفران. غير أن الخبراء يعددون جملة احتمالات، بينها أنواع المبيدات الحشرية المستخدمة، إذ ظهرت خلال السنوات الماضية عائلة جديدة من المبيدات تحمل اسم "نيونكتانويدز" يعتقد أنها قادرة على تدمير الجهاز العصبي للنحل أو التأثير على قدراته على الطيران والتواصل.
وإلى جانب المبيدات، يبرز عامل آخر وهو الطفيليات، فخلال العقدين الماضيين ازداد انتشار نوع من العث يدعى "فاروا" ويعتقد أنه مسؤول عن تدمير آلاف القفران، بالإضافة إلى عامل ثالث وهو تقلص المساحات البرية مع تزايد سعي المزارعين إلى زراعة الذرة والقمح لارتفاع ثمنهما، ما أضر بالغذاء الذي يعتمد عليه النحل. ورغم أنه من غير المرجح أن ينقرض البشر خلال سنوات قليلة بعد انقراض النحل، إلا أنهم سيعانون بالتأكيد جراء فقدان تلك.