توعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تنظيم "داعش" بمحاربته وملاحقته، وذلك في حفل إعادة افتتاح المتحف الوطني في بغداد اليوم السبت.
وقال العبادي إن: "عصابات داعش الإرهابية تحاول تدمير الإرث الحضاري من أجل مصالح مادية، وإننا نعرف فكرهم النتن وسنحاربهم وسنخرجهم من أرضنا".
وأضاف: "سنلاحق داعش والمتعاونين معه من الخائنين في نهب وتهريب الآثار العراقية، ولن يهدأ لنا بال حتى معاقبتهم على كل جرائمهم التي ارتكبوها على أرض الرافدين".
من جانبه قال وكيل وزير السياحة والآثار قيس حسين رشيد، "كنا نستعد لإعادة افتتاح المتحف، وهذا عمل نقوم به منذ أشهر". وأضاف أن "أحداث الموصل سرعت من عملنا، وأردنا أن نفتتحه اليوم ردا على ما فعلته عصابات داعش".
وتأتي إعادة افتتاح المتحف الأكبر في العراق، بعد يومين من نشر التنظيم المتطرف شريط فيديو يظهر تدمير تماثيل وقطع أثرية في مدينة الموصل ومتحفها، التي يسيطر عليها التنظيم منذ يونيو/ حزيران.
ويظهر الفيديو تحطيم عناصر التنظيم تماثيل أثرية لا سيما من العصر الآشوري، في متحف الموصل. كما استخدموا آلات كهربائية لتشويه تمثال ضخم للثور المجنح عند "بوابة نركال" الأثرية في الموصل.
و أثار تدمير الآثار موجة استنكار عالمية، وطلبا من منظمة "اليونيسكو" لعقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن الدولي لحفظ تراث العراق، وسط مخاوف من إلحاق المسلحين أضرارا مماثلة بمواقع أثرية أخرى موجودة في محافظة نينوى وأهمها "نمرود" و"الحضر".
ويعد تدمير الآثار في الموصل أسوأ الكوارث التي لحقت بالتراث العراقي منذ عام 2003 إبان الغزو الأمريكي، حينما تعرض المتحف الوطني في بغداد لعمليات نهب واسعة وتدمير قسم كبير من موجوداته التي كان تقدر بـ 15 ألف قطعة.
ويضم المتحف آثارا تعود لحضارات ازدهرت على أرض الرافدين منها السومرية والأكدية والبابلية والآشورية إلى جانب مقتنيات تعود لفترة ما بعد الفتوحات الإسلامية وخاصة فترة الخلافة العباسية والتي كانت بغداد عاصمة لها.