يا من ظلمتم الزوجة الأولى اليكم هذا
]]بسم الله الرحمن الرحيم
]ومن أياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون))
]الشريعة السمحاء حددت ضوابط وشروط انسجمت وبمايتلائم مع مبدا التعدد وبما يكفل حقوق جميع افراد الاسرة .
ومن تلك الشروط التي يجب على الرجل ان يعمل ويلتزم بها قبل اقدامه على الزواج للمرة الثانية
هو شرط العدل والانصاف بين الزوجات اذ قال تعالى (( فان خفقتم الا تعدلوا فواحدة )) فبمجرد شعور الرجل بعدم قدرته على العدل فيما بين الزوجات يجب عليه الا يقدم على الزواج للمرة الثانية ومهما كانت الظروف والاسباب التي تدفعه الى التعددية .
وذلك لان الاخلال بهذا الشرط الشرعي الاساسي له من الاضرار والمساؤى الاجتماعية والشرعية مايفوق كل التصورات فهو الركن الاساسي لبناء حياة اسرية جديدة والمحافظة على حقوق افراد العائلة السابقة وماهو مرتبط بها وبلاشك ان التجاوز على هذا الشرط الالهي وضربه عرض الحائط يؤدي الى ظلم الزوجة الاولى والتجاوز على حقوقها الشرعية.
والعدل يعني انه يجب على الزوج الا يفرق في معاملته بين زوجاته فيجب الانصاف والمساواة بينهن في القول والفعل والانفاق عليهن في الماكل والملبس وتوفير المسكن الامن دون الاضرار باحداهن بل انه يتعدى الى المساوة في المبيت عندهن .
اما من الناحية العاطفية فربما يميل الى احداهن دون الاخرى ولكن لاينبغي عليه الا يميل ميلا واضحا وظاهرا قد يصل في بعض المرات الى نبذها وتركها واهملها وعدم الاهتمام بها في حالة تعرضها لحالة مرضية مثلا وهذا مانلمسه بوضوح من خلال قوله تعالى (( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلاتميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ))
قضية واقعية ماساوية عبرة وموعظة للاخرين
احد الازواج البعيدين عن دين الله الحق وبعد ان حقق حلمه بتلاعبه بمشاعر زوجته الأولي واستغلاله لطيبتها و احترامها وتقديرها له وللعشرة الطويلة التي قضتها معه فيما بينهما منحته حقه المشروع في الزواج عليها ووفق شروط قد اخل بها فيما بعد وكانت البداية لظلمها والاضرار بها انه سلب كل اثاثها ومستلزمات بيتها التي كانت تحت تصرفها طيلة حياتها السابقة ]ليضعها تحت يدي زوجته الثانية يقول الله تعالى (( وان اردتم استبدل زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه شيئا اتاخذون بهتانا واثما مبينا ))
"]ومن أنواع الظلم الذي يقع على الزوجة
أولاً :تخلي عن القوامة ، وتسليم القيادة للزوجة : وهذا خلاف ما جاءت به الشرائع السماوية ،والفطر السوية .
يقول الله تعالى : ((الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ)) (النساء: من الآية34).
وقد دعت الزعيمة النسائية الأمريكية (فليش شلافي) أن يكون الزوج هو رب الأسرة وقائد دفتها[1]
ثانياً : ضرب الزوجة ضربا مبرحاً : ولأتفه الأسباب .. فيضرب الوجه ويشد الشعر ،
يفعل ذلك كله ولسانه لا يتوقف عن السباب والشتام ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ ثُمَّ يُجَامِعُهَا فِي آخِرِ الْيَوْمِ)) [2].
تقول عائشة رضي الله عنها ((مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلا امْرَأَةً وَلا خَادِمًا إِلا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ))
ثالثاً : مناداة الزوجة بأقبح الأسماء : فبعض الأزواج قد ينادي زوجته بألفاظ قبيحة أو يصفها بعبارة بذيئة ، ويعد ذلك من الرجولة أحياناً ، وفرض السيطرة عليها ، وهذا خلاف ما كان عليه نبينا من حسن التلطف بالحديث مع نسائه وزوجاته.
رابعاً : عدم تجمل الرجل للمرأة : فالرجل يطالب المرأة بأن تتزين له ، وأن تستعد له بأحسن اللباس ، وأحسن الطيب ، ولكن نسي نفسه هو فرائحته تشمئز ولأن الله تعالى يقول : ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) (البقرة: 228) [5]
خامساً :]ظلم الزوجة الثانية : نحن نؤمن بحكم الله تعالى بشرعية التعدد ، ونعلم يقينا أن الله تعالى ما شرع هذا الأمر إلا لحكمة عظيمة ، ومصالح جليلة ، ولكن المصيبة هي في ظلم الرجال لنسائهم ، والنبي يقول : ((مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ)) [7
]وظلم الثانية قد يكون بعدم العدل في الهبة والعطية أو الليلة أو أن يهجرها لأدنى سبب ، أو ترك العدل في السفر ، أو يظهر الفرح الشديد بالزوجة الجديدة أمام الأولى .
سادساً : أن يحملها ما لا تطيق : بعض الأزواج يحمل الزوجة ما لا تطيق من الأعمال ويريدها أن تكون كالآلة الصماء .. وهذا أمر متعذر فالمرأة يعتريها المرض ويصيبها الحمل، وتأتيها الدورة الشهرية ..
فرفقاً بالقوارير أيها الأزواج !!
سابعا:]تنقص أهل الزوجة أمامها : يحدث أحياناً أن بعض الأزواج يتنقص أهل الزوجة ويسئ إليهم بالقول والفعل .. ويهجرهم ويدع إكرامهم ، ولا يجيب دعوتهم ..بل أحياناً يوصل زوجته ولا يكلف نفسه عناء السلام على والديها.
وهذا مخالف لمنهاج رسول الله صلي الله عليه وسلم، لقد كان النبي يكرم أخوات خديجة رضي الله عنها وصديقاتها ، ويفرح بقدومهم ، وما ذلك إلا لإكرام زوجته رضي الله عنها .
ثامنا: إهانة الزوجة أمام الأهل : بعض الأزواج يعتقد أن إكرام الأهل لا يتم إلا بإهانة الزوجة
وهذا الكلام لإعطاء كل ذي حق حقه كما قال سلمان رضي الله عنه لأبي الدرداء رضي الله عنه : (( إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَى النَّبِيَّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ : صَدَقَ سَلْمَانُ )) [9]
تاسعاً :]كشف الأسرار الزوجية خاصة ما يتعلق بأمور الفراش
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) [11].
فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : ((ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا)) لأن الرجل أجرأ في الكشف عن مثله ، فليتق الله تعالى الأزواج وليكفوا ألسنتهم عن ذكر أسرار الزوجي