فهمت الآن يا ولدي لماذا قلت لا تكبر؟! فمصرٌ لم تعُد مصرًا، وتونس لم تعُد خضرًا، وبغداد هي الأُخرى تذوق خيانة العسكر.
وإن تسأل عن "الأقصى" فإن جراحهم أقسى بني صهيون تقتلهم، ومصرٌ تغلق المعبر.. وحتى الشام يا ولدي تموت بحسرةٍ أكبر هنالك، لو ترى حلبًا فحق الطفل قد سُلِبَ، وعرِض فتاةٍ يُغْتَصَب، ونصف الشعب في المهجر.
صغيري، إنني أرجوك لا تكبر؛ فأُمتنا مُمزّقةٌ، وأُمتنا مقسّمةٌ، وكل دقيقةٍ تخسر وحول الجيد مشنقةٌ، وفي أحشائها خنجر؛ هنا سيسي هنا سبسي هنا حوثي هنا حفتر!!
هنا إيران وأمريكا وإسرائيل وابن عمر، هنا عربي يخذلنا، ومسلم جاء ينحرنا، وإرهابي يفجّرنا، ولا ندري لِم فجّر؟! أتدري الآن يا ولدي لماذا قلت لا تكبر
منقول