بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أنّ الزهراء يرضى الله لرضاها، فلا بد للوصول إلى رضا الله من تحصيل رضا فاطمة، ولا يتحقق ذلك إلا بالاقتداء بها واتّباعها في توجيهاتها، فإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) أسوة حسنة، كما عبر عنه القرآن، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾(الأحزاب:21)، كذلك الزهراء أسوة حسنة لكونها بضعة المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وكل ما تتسم به من خصائص رفيعة تجعلها الأجدر بمنصب القدوة خصوصاً للمرأة المسلمة في هذا العصر، الذي ابتُذلت فيه المرأة واستغلت أسوأ استغلال حتى أُخرجت من إنسانيتها لتصبح غريزة شهوانية يُتلاعب بها في ميدان الإعلام والسياسة وحتى الفكر والثقافة أحياناً، وهذا في الحقيقة مخالف لحقوقها الإنسانية، التي تتطلب حفظ كرامتها من خلال إبرازها كعنصر فعّال، يسعى لتطوير المجتمع والأسرة وتربية الأجيال تربية صالحة، لذا اهتم الإسلام بكرامة الإنسان ذكراً كان أم أنثى، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾(الإسراء:70)، فالإسلام ارتقى ببني آدم عن كل ما يسيء إلى كرامتهم بسوء أو يجلب المهانة إلى شخصياتهم.