هل تكتم أيها العاشق
ما أفضي به إليك
عن بداية رجلٌ ونهايته
كنت مجهولا .. مجبول الحياة
إذْ بزّت لي أنثى حوراء المدامع
في البدء كنتُ أمازحُ أجزائي
وطبائعي لها رمقٌ من تعاسة النفور
إذْ تجتاحُني قيود العدم
وتمتلئ نفسي كأس الهراء
لم أعرف أبداً أني قسوت
فكسّرتُ عقيدة البدء
واستقبلتُ عصر هذه الأحجية
فغدوت مشذّب جوّالٌ ولي طيّةٌ
قلت : من أنتِ ؟؟
فقالت : هه .. أنا من ؟!
فتهانفت من اسمها وقالت أنا :
(( الجليلةٌ ))
وقفتُ في لوعة هذا السر الروحاني
وقلتُ : أهذا حنينُ مثل حنينُ والدتي
مثل حنينُ والدي .. رياض طفولتي
أم هذه رحمةٌ مهــــــــــداة
أم شهادةُ السعادة .. وطيبُ المقام
فعلمتُ في البداية أنها (( الجليلةُ ))
ولمّا ترنّحت لي حُجُبُ الأسرار
مابين ميعاد بعضه إلمام
علمتُ في النهايةُ أنّهُ الحب
جلستُ رديفها إذ بي تجاذب
إبتسمت .. فعجزتُ عن السّجيُّ
فبسطُّ لها الحبل بسعة
لعلي ألتمسُ مآزر جنانها
الجليلةُ .. هي قصائدي العربية
فبدون الجليلة ما خلقت القصائد
صحيفةُ وجهها رققات ورق
ومطرُ محاجرها قطراتُ حبر
إني كاتب وشاعر أستلهمُ
ملاحمي الكتابية من أنفاس
الجليلة .. فهي مناخ أفكاري
الجليلةُ .. خضع لها الشِجنُ
واستقرّ على رأيها ملوك الشِجنُ
وأعلنت بخصرها المخدّر عصر الغزل
وبعيناها المسافرتين زمن العشق
وبرقاها القاتل حفاوة النصر ..
الجليلةُ .. كائن حطّم العبارة بالكلام
فسقط أهل الوصف
وبرز أهل الإقدام
آنئذ ما كان لشاعر قولا دون فعل ..
قمريةٌ في برعم السماء
بحريّةُ في الحوار ..
رائعة الحضور ..
تشبهني في الخجل ..
لكنها طاغية الجمال ..
وآه .. من كبرياءُ الجليلة ُ .. شكرأً **