ما بين مسؤوليات النضج والأمومة وعدم تقبل العمر والواجبات، نجد عدداً من السيدات اللواتي لا يمكن وصفهن من حيث الهئية وأسلوب التعامل والنضج بأنهن أمهات، فهن عالقات ما بين التصابي والمنافسة مع بناتهن وكأنهن عدن مراهقات مرة أخرى لكنها المراهقة المتأخرة!
ومن شواهدها ارتداء الأم ملابس بموديلات وألوان لا تليق بعمرها وصباغة شعرها وتصفيفه بطرق فجة، ثم الغيرة من ابنتها واستهدافها بتصرفات وإهانات غير لائقة بسبب أو بدون بل وتتغير ملامح الأم إذا قام أحد بامتداح البنت أو الثناء على جمالها بل وتردد أحياناً بأنها كانت أجمل من ابنتها في شبابها.
لا شك أن هناك أسباباً وراء هذه الظاهرة السلبية التي نناقشها مع دكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع واستشاري بحوث الأسرة التي بدأت حديثها قائلة: "لابد من الإشارة إلى أن هذه الظاهرة السلبية غير منتشرة في الأسرة العربية،
فما زالت الأم مصدر الحنان لبناتها قبل أبنائها، النساء تمر بهذه المرحلة ويظهر ذلك عادة في الملابس والطباع العامة عليها فتجدها تتجه إلى ارتداء ملابس الفتيات الصغيرات من حيث الموديلات والألوان والإكسسوارات المبهرجة والأحذية العالية والعباءات المزركشة وهي قد تكون أما أو جدة ولها أحفاد، ولكن لا شك أن هناك أسباباً تدفع بسلوكيات بعض الأمهات إلى العودة مرة أخرى لمرحلة المراهقة والتصابي من أهمها:
ـ أن تكون الأم ذاتها ضعيفة الشخصية، لا تثق بنفسها، عاشت محرومة من حنان وحب والديها لها في الصغر!
ـ تكون في الفترة ما بين سن 40 و50 سنة عندما تشعر الأم أن جمالها بدأ يتوارى ويذبل بينما ابنتها في مستهل طريق الأنوثة والشباب والحيوية، وهنا تفشل في مجاراة ابنتها في جمالها وتتبعها لتطورات العصر.
ـ هؤلاء السيدات مريضات بالغيرة حتى لو كانت من بناتهن، وهذه الغيرة تشتعل نارها عندما يدلل الأب ابنته بشكل مبالغ فيه، فتحس الأم وكأن الابنة صارت زوجة ثانية تنافسها!
ـ الأمهات اللاتي يغرن من بناتهن جاهلات بأساليب التربية الصحيحة، وعدم إدراكهن أصول العلاقة بين الأم والابنة المراهقة بالتحديد، لهذا قد يغلب عليها الطابع المرضي.
ـ الفراغ من أهم المشكلات التي تدفع بالمرأة إلى التصابي والمراهقة المتأخرة مرة أخرى، وهنا تنصح دكتورة عزة كريم هذه النوعية من الأمهات بالآتي:
1ـ تخلصي من فكرة أن جمالك يتراجع مع الأيام، واعلمي أن تصابيك لن يعيدك جميلة بل سيجعلك مصدر سخرية من الآخرين فلكل مرحلة عمرية عالمها الخاص، وما كان يليق عليك من ملبس وإكسسوارات وأنت فتاة وشابة لا يتناسب مع عمرك الآن.
2ـ لابد أن تنشغلي بأمور بيتك وأسرتك، وإذا لم تجدي عليك أن تنخرطي في العمل الاجتماعي أو تذهبي إلى النادي لتمارسي بعض الهوايات أو الألعاب.
3ـ لا تتعاملي مع ابنتك بقسوة ولا تغاري منها أو تقلديها أو تعامليها بندية، بل اغمريها بحبك وحنانك وكوني قدوة لها، واكسبي صداقتها.
4ـ اعلمي أن غيرتك من ابنتك قد تسبب لها الاكتئاب، وأمراضاً نفسية وجسمية، وربما بحثت عن أم بديلة لها.
5ـ لا تجهدي مشاعرك في الجري وراء مستحدثات الموضة، بل اختاري منها ما يناسبك.
6ـ الاهتمام بالمظهر والنظافة وجمال الهيئة أمر مطلوب ومرغوب ولكن في حدود تتناسب مع عمر الشخص ووضعه أما التهور والعودة للخلف واتباع سلوك وطباع من هم في سن العشرين وما دون فهو المرفوض ويؤخذ فيه على صاحبه.