في القسم الاول من موضوع العقم، ذكرت اسباب العقم والتشخيص، والعلاج عند النساء والرجال. اما في القسم الثاني هذا، فلا بد ان نتطرق الى عوامل خطرة تسبب العقم على ان تؤخذ على محمل الجد. فماذا نعني بعامل خطر؟، وما هي هذه العوامل ؟.
هناك فرق بين عوامل خطرتسبب العقم وبين اسباب العقم، ولكن عوامل الخطرعند كلا الجنسين هي ذاتها. بشكل عام فان عوامل الخطر تعرف على انها سمات الشخص (الوراثة، العمر، الجنس، الحالة الاجتماعية وغيرها) او مستوى تعرض الشخص لحالة ما او لمادة ما، والتي تعتبرعوامل مساعدة في تطوير المرض او الاصابة. اما الاسباب فهي التي لها علاقة مباشرة في حدوث حالة ما او ظاهرة ما.
هناك عوامل خطرة تسبب العقم عند الرجال والنساء ومنها :
1- العمر: تقل الخصوبة كلما تقدم العمر للرجل والمرأة. فالرجل فوق 40 سنة تقل لديه عدد وقدرة الحيوانات المنوية، مع صعوبة في الانتصاب، اما المرأة فوق 35 سنة تقل لديها عدد البويضات وفعاليتها.
2- الوضع الصحي: اذا كنت مصاب/ة باحد انواع السرطانات وتتعرض/ ين للعلاج، فذلك عامل مساعد في حدوث عقم.
كما ان الاجهاض المتكرر هو عامل من العوامل التي تؤدي الى العقم، وان كان بعد انجاب طفل. ويمكن ان يحدث العقم عند الرجل ايضا لسبب ما، بعد انجاب طفل.
3- نمط الحياة الصحي:
- التدخين يقلل من فعالية علاج العقم وقد يسبب الاجهاض للنساء المدخنات، وكذلك الحال للرجال مدمني المخدرات، حيث تعمل المخدرات على تقليل عدد الحيوانات المنوية للرجل وتقليل فرصة الانتصاب.
- نقص الوزن: الاشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم – BMI – دون 18، والاشخاص الذين لديهم اضطراب في الاكل مثل: القهم العصابي – ( Anorexia nervosa)، والنهام العصابي ( Bulimia nervosa) ومن يتبع حمية غذائية قاسية وبسعرات حرارية منخفضة، هم اكثر تعرضا لحدوث عقم لديهم.
- الوزن الزائد: ان الوزن العادي للشخص حسب – BMI – بين 18.5- 24.9 اما الوزن الزائد تكون فيه ال- BMI – بين 25- 29.9، حيث يتبع الشخص نمط غذائي يزيد من وزنه، فزيادة الوزن عند الرجال يؤثرعلى عدد الحيوانات المنوية، ويؤثرعلى مستوى التستستيرون (Testesteron) ليكون عامل مساعد لحدوث العقم.
- السمنة المفرطة: الاشخاص الذين لديهم – BMI – اكثر من 30، ولا يمارسون النشاط البدني، ويعانون من السمنة هم اكثر تعرضا لحدوث العقم لديهم.
3- ممارسة الجنس : يتاثر فرصة حصول الحمل بعدد الايام التي يمارس فيها الازواج الجنس، وذلك يرتبط بالمشاكل الجنسية والضغوطات النفسية التي تؤثرعلى وتيرة ممارسة الجنس. وينصح بممارسة الجنس على الاقل كل يومين او ثلاثة ايام بالاسبوع. ويتأثر بهذا المصابين بالامراض المنقولة جنسيا (مثل: الكلاميديا)، في هذه الحالة يستطيع الاشخاص استشارة الطبيب دون خجل وبكل وضوح لتلقي النصيحة والعلاج المناسبين.
الازواج الشابة والاصحاء لا يقلقوا من عدم حصول الحمل حتى بعد المحاولات لفترة سنة او سنتين على عكس الازواج في سن متاخرة حيث يزيد القلق لديهم اذا لم يحصل الحمل بعد سنة او سنتين من الزواج.
اظهرت دراسة ان الازواج الذين يمارسوا الجنس دون استخدام وسائل منع الحمل، تفاوتت نسب توقعاتهم للحمل حسب عمر الازواج:
- 92% من الازواج بعمر 19- 26 سنة يتوقعون ان يحصل الحمل بعد سنة و98% يتوقعوا ان يحصل الحمل بعد سنتين.
- 82% من الازواج بعمر 35- 39 سنة يتوقعون ان يحصل الحمل بعد سنة و90% يتوقعوا الحمل بعد سنتين.
4- استخدام وسائل منع الحمل: احيانا تؤثر وسيلة منع الحمل على اصابة احد الازواج بالعقم ، ولكن من المهم ان ننتبه ان موانع الحمل تبقى فعاليتها لفترة حتى بعد التوقف عن استخدامها، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل الحكم على ان احدكما عقيم.
5- التاريخ الطبي العائلي: بعض الاثار الجانبية للادوية تؤثر على الخصوبة وتسبب العقم، في هذه الحالة يستطيع الازواج استشارة الطبيب، حيث يطلب ما يلي: تزويد الطبيب بنوع الادوية التي يستخدمها احد الازواج او كلاهما، او اخبار الطبيب عن ادوية تستخدم دون وصفة طبية ، وكذلك الاعشاب الطبية.
6- يمكن ان يكون العقم خلقيا يصعب علاجه، اولاسباب اخرى تصيب الرجال والنساء على حد سواء ويمكن علاجها. في مثل هذه الحالة، فان شعور الازواج او احدهما على عدم المقدرة على الانجاب تدفع بهما لضغوطات واثار نفسية صعبة وايضا لضغوطات في مواجهة ضغط العائلة او الاصدقاء.
7- تزداد الضغوطات عند عدم معرفة سبب العقم، ففي كل مرة يقترب فيها موعد فحوصات العقم، يرتبك الزوجين خاصة عند مرور سنوات بعد عدة محاولات، وهذا عامل من عوامل فشل الاستجابة للعلاج.
بالنسبة للفحوصات:على الزوجين ان يقرروا نوع الفحوصات التي تناسبهم من الناحية النفسية وكذلك المادية. فمعظم فحوصات العقم باهظة التكاليف ولا يشملها التامين الصحي.
واخيرا على الازواج الاستعانة بمرشدين اجتماعيين او نفسيين، واللجوء الى مجموعات الدعم لتلقي خدمات استشارية، للقيام بجلسات تفريغ نفسي لتخفيف العبء على الزوجين، وينصح بذلك قبل العلاج وبعده.