(زاهي وهبي)

أحبّك أكثرغداًحين تكبرينينحني ظهرك قليلاًتجاعيد عينيك واضحةكأوشام دهريّةالبياض مطلٌّ من ليل شعركالعشب بين مفاصل ذكرياتكالنّمش في سفوح ظهركعلى مهل تنهضين من سرير الوقتمتكوّرة مثل نون الحنان.ثمّة أدوية على المنضدةسعال في الأروقةزينة أقلزياراتك إلى المزين نادرة جداًإلى الطبيب أكثرزجاج نظاراتك يزداد سماكةغضبك سريع الذوبانبصيرتك أقوى من بصركالواحة في أعماقك أكثر نخيلاًمن الجسدما عشناه سويّاً أشدُّ بريقاًمن الذّهبغداً،حين تكبرينسوف أحبّك أكثرلن أفتقد رماح قامتكِصحبتك نخلة مثمرةلن أطلب ماضياً مضىكل رجوع يضمر خيبتهكل عودة مشوبة بالنّقصانسوف أحبّ الشقوق في باطن قدميكوحماقاتك المستجدّة بعد الأربعينأمسك كفّك على كورنيش المنارةكمن يمسك موجة من مشيب البحر.غداً،يتخرج ابنك البكرأرافقك كمن يحتضن سحابةأشدّ على يديك المورقتين فرحاًمنصتاً لحداء قلبكللدماء المسرعة إلى وجنتيكتستعيدين عمراً مضى كإغفاءة عصرأمس كان يحبو في مرمى حواسك السّبع(الحنان حاسّتك الأولى)عائداً بأجراس الّلهفة وفروض البراءةيتهجّى اسمك بحروف من نسيموأنت عند العتبةمشرئبّة كرأس الرّجاء الصّالحكم سيّجت عمره بالنذوروحيدة على حافة نومهتتخيّلين هذه اللحظةواقفاً بردائه الأسودشهادته كآذان الفجرمبتسماً صوبك كأوّل النّهار.