في هذه الصفحه المتواضعه ، والمتجدده ، حسب الخلق والمزاج ،،، ساكتب فيها خواطر وافكار عن اعجب مخلوقات الدنيا وهو : الانسان .......................
وساكتب فيها ملامح من ذكرياتي ايام الطفوله بوسط واواخر السبعينيات ،،،،،،،،،،،،،،
انا اكتب لاعبر عن شعوري وافكاري ، فقط لاغير ، فلست اطالب احدا ان يقتنع بما انا مقتنع به ، فمن يريد ان يقتنع فاهلا وسهلا ، ومن لايريد ان يقتنع فايضا اهلا وسهلا ، واحترم خياره تماما ، واطلب اليه ان يبقي علي ما هو عليه .
فليس من هدفي اصلاح الناس او توجيههم او تغييرهم .
وساخصص صفحة (( ماساة الذات الانسانيه )) للمواضيع المتعمقه والخاصه بقضايا الانسان الوجوديه الكبري ، وهناك موضوع ساكمله واضعه بها ، وهو موضوع عن (( الموت )) .
ونبدا موضوعنا الاول عن الذكريات وهو :
المباريات من جول واحد
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
في منتصف السبعينات واخرها ، كنا صغارا ، وكنا وقتها نجتمع فترة العصر ، او عند الصباح اذا ماكان عندنا مدارس ، كنا نجتمع عند ماكنا نسميه ب (( راس الشارع )) ، كنا مجموعه من الربع ، أي الاصدقاء ، عادة يتكون ربعنا من ابناء الجيران ، او من ابناء الشوارع الاخري ، القريبه منا ، واللذين ياتون ليلعبوا ويلتقوا معنا .
وكنا نتشاور ونتساءل ، ها ، ماذا نفعل ، وذلك اننا كنا صغارا واقوياء واصحاء ، ولدينا طاقات هائله ، وكنا نعاني طبعا من الفراغ خاصة في الاجازه الصيفيه الطويله الممله .
وكان الاقتراح اللذي يجد طرحا كثيرا وقبولا اكثر ، هو ان نلعب (( كوره )) يعني كرة قدم ، طبعا وقتها نكون خمسه او سته ، لان بقية الربع والاصدقاء لم ياتوا ولم يتجمعوا بعد ، لسبب او لاخر .
وكان نظام لعب كرة القدم السائد انذاك ، هوان نلعب كرة القدم من جول واحد .
فعندما نكون خمسه مثلا ، فاننا نلعب ، بطريقة اثنين باثنين ، والخامس يصير هو القولجي ، أي حارس المرمي ، وطبعا الفريقين يشوتون عليه ، ويصد كرات الفريقين ، وكانت معاناة القولجي معاناة كبيره جدا ، وماساة حقيقيه ، اذ انه يصد كرات الفريقين ، واذا سجل احد الفريقين هدفا ، وماقدر القولجي يمسك الكره يعني يصدها ، كان الفريق الاخر ، علي طول ، ودون ادني تردد ، يتهمونه ، بالتهمه الجاهزه والمكرره ، وهي انه (( يشاخي )) للفريق الاخر ، أي يسهل لهم عملية الفوز ، ويتعمد عدم صد الكره مع قدرته علي صدها .
وكانت تهمة المشاخاة من العوامل المنفره من مركز القولجي ، اذ طالما تسببت هذه التهمه بهوشات ، ومرات عديده صار (( طق ومطاقق )) بسبب اتهام القولجي .
كان الفريق اللذي يسجل الهدف يدافع ويفزع للقولجي ، وكان الفريق اللذي تم تسجيل الهدف ضده ، يهاجم القولجي ، وكانت هذه ، غالبا ، مؤشرا اوليا ، بان هناك هوشه ستندلع ، وان طق ومطاقق راح يصير .
المشكله ، ان كل الفريقين يتهمون القولجي المسكين بهذه التهمه ، فاي الفريقين يسجل هدفا ، يتهم الفريق الثاني القولجي بانه يشاخي .
وكثيرا ماحدث ان الفريق اللذي سجل هدفا ، وفزع للقولجي ، فانه يهاجم القولجي ويتهاوش معاه ، اذا سجل الفريق الاخر هدفا ، والفريق اللي تسجل ضده هدف ، من قبل ، وتهاوش مع القولجي ، يصير مع القولجي ويفزع له ، وكان هذا من الامور المضحكه فعلا .
وعندما اتذكر وضع القولجي ، والشوتات ، تنهال عليه من كل الفريقين ، دون هواده او رحمه ، اتذكر ماساة الانسان الفرد في هذا الوجود ، فالانسان الفرد تحيط به مالايحصي ولايعد من الاخطار التي تحدق به ، وتسعي لسحقه ودفنه وتعذيبه واهلاكه ، فمسببات الهلاك تاتي الانسان الفرد من كل اتجاه وفي كل مكان وزمان وفي اية لحظه ، كذلك هذا القولجي المسكين ، تاتيه الشوتات من كلا الفريقين ، دون رحمه ولاهواده ، فالقولجي ، كما الانسان الفرد ، مجرد متلقي ، للضربات ولاسباب الهلاك والدمار والموت والفناء ، ولامفر لا للقولجي ، ولاللانسان الفرد ، من تلقي الضربات ودون رحمه ولاهواده .
ولذلك ، فان مهمة القولجي كانت من المهام ومن المراكز التي يتهرب منها (( اللواعيب )) قبل ، وكان كل واحد (( يقطها )) علي الثاني ، وكل واحد كان يتهرب وماكان يحب انه يصير قولجي ، ولحسم هذا الخلاف ، اقصد خلاف (( من يصير قولجي )) ، حيث ان مناقشته تستغرق وقتا طويلا ، فلقد كنا نلجا الي القرعه ، وكنا نطيب خاطر من يقبل ان يصير قولجيا ، ونقول له ، اذا انتهت المباراه تختار انت واحد من المغلوبين يصير معاك ، وتبارون الفريق الفايز .
وكثيرا ما كان يحدث انه اذا انتهت المباراة ، وكانت طويله ، فاننا نشعر بالتعب وبعدم الرغبه باللعب ، لانه صار مالنا خلق علي اللعب ، في هذه الحاله فان اللي صار قولجي محد كان يلعب معاه ، مسيجين فقير ، كنا هنا نترك القولجي يتحلطم ، ويعصب ويتشكي ، وكثيرا ماكان القولجي يزعل ، وبعضهم يحلف انه بعد مايصير قولجي لو (( تطق السما علي الارض )) .
المباراة من جول واحد ، ماكانت محدده بوقت معين ، وماكانت تنلعب من شوطين ، لا ، كانت تنلعب من (( اهداف )) شلون يعني ، يعني ، كنا نتفق علي ان من يسجل خمسة اجوال قبل الاخر ، يكون هو الفايز ، والقولجي يختار واحد من الفريق المغلوب ، واللذي لايقع عليه الاختيار ، عندها يصبح هو القولجي ، والله يكون بعونه ، علي سيل الاتهامات ، التي ستنهال عليه ، من كلا الطرفين ، بانه يشاخي .
كان هناك عدد من (( حراس المرمي )) او القولجيه ، ماكنا نحب ، انهم يصيرون قولجيه ويمسكون المرمي ، لانه كان قد اشتهر عنهم انهم دايما (( يشاخون )) .
وفي حالات نادره ، كانت تنتهي المباراة بهوشه ، وكان يصير (( طق ومطاقق )) ، ونادرا الايكون القولجي طرفا في الهوشات اللي كانت تصير قبل ، وكانت اكثر الهوشات تصير بسبب اعتبار او عدم اعتبار خطا احد اللاعبين (( فاول )) او بحسب احتساب او عدم احتساب (( جول ))لاحد الفريقين ، وعادة كان القولجي ، بالاضافه الي مهمته في ان يكون قولجيا ، كان هو الحكم .
وهنا يكثر الطق عليه ويتضاعف وتكثر الاتهامات ازيد وازيد .
اتمني اعرف لو (( الفيفا )) ، دروا عن القوانين اللي كنا حاطينها ، لمبارياتنا من جول واحد ، شراح يسوي اتحاد الفيفا ، والظاهر ان اللخبطه الحاصله حاليا بالرياضه والخلافات الرياضيه عندنا ، هي عاده فينا من قبل ، وعاده قديمه ، من يوم كنا نلعب كورة قدم من جول واحد .
وكانت هناك المباريات الكبيره ، وهي المباريات اللي كانت من فريقين ، وكانت تكون علي (( كاس )) ، وهذه المباريات دائما تنتهي الي هوشه ، ولاشئ سوي الهوشات ، وكان اكثر من (( ينطق )) فيها الحكم ، ولي حديث مفصل عن هذه النوعيه من المباريات الكبيره ، في مقال ثاني ، بس يصير لي خلق .
كانت كورة القدم هي اللعبه الوحيده المسيطره عندنا ، بالاضافة الي العاب اخري مثل (( التيل )) و (( المقصي )) ، و (( اللبيده او حي الميد )) ، وفكرت طويلا في معني حي الميد ، او حي الميت ، واخيرا عرفت ، مامعناها ، وغيرها ، وكل واحده من هذه الالعاب بحاجه الي تفصيل ، لشرحها وشرح احكامها .
كورة السله ، وكورة اليد والطائره ، وماكان احد يعرف يلعب هذه الالعاب ، والهوكي هههههها بعد ماكانت منتشره ، هذه الالعاب ماكان لهن أي ذكر ابدا ، فكما ان كورة القدم هي اللعبه الشعبيه الاولي في العالم ، فاننا ولاننا في شارعنا جزء من العالم فلقد كانت كورة القدم هي اللعبه الاولي عندنا .
ومره اذكر لعبنا كورة سله ، واحترنا كثيرا ، في كيفية وضع السله اللي نسدد عليها الكوره ، وبعد تفكير طويل ، خطرت ببال احدهم فكره وهي ان نرسم السله رسما علي (( الطوفه )) ، وفعلا رسمناها ، وكانت ادوات الرسم آنذاك هي الفحم ، وقمنا نشوت الكوره علي السله المرسومه بالهدف ، وطبعا كنا راسمين سله وحده بس ، والفريقين يشوتون عليها ، بس بدون قولجي ، يعني علي نفس منوال كورة القدم من جول واحد ، وطبعا كورة السله انتهت بهوشه كبيره ، وتزاعلنا مده طويله ، وصار (( طق ومطاقق )) ، وقمنا مانحاجي بعض ، بس بعدين تراضينا ، بعد وساطة اهل الخير والحكمه .
طبعا (( كورة السله )) اللي كنا نلعب فيها (( سله )) ماكانت كورة سله ، مثل الكوره المعروفه اليوم ، لا ، كانت كورة السله عباره عن (( كورة قدم )) بس حنا لعبنا فيها سله !!!!!!!!!!!!!.
هههههههههها ، ورغم انني نشات نشاة رياضيه ، ومارست كورة القدم من حول واحد ، ورغم انني خضت عددا لايستهان به من المباريات وكم مباراة بكورة السله ، الا انني اعتزلت الرياضه (( علي صغر )) ، وعهدي بالرياضه ايام ماكانت من جول واحد والمرمي من طابوقتين ، الي درجة انني لم ادري من اللي فاز بكاس العالم الاخيره ، بشهر سته اللي طاف ، الا بعد عشر ايام ، وكنت اظن ان اللي فاز بالكاس اهي البرازيل ، اثاري اللي فاز اسبانيا ، وانا ماادري .
كانت ايام طفولتي في اواسط السبعينات واخرها ، من الايام الحلوه بحياتي ، واللي لازلت اذكرها واستمتع فيها وبتذكرها .
ورغم تلك الوناسه التي كنت عايش فيها ، الا انه كان هناك في حياتي ، جانبا اخر ، كان هذا هو الجانب الاسود والتعيس الخفي الداخلي القابع في اعماقي ، انه عالمي الداخلي ، العالم الاسود ، المظلم القابع هناك بعيدا في اعماقي ، فمنذ كنت صغيرا ، ربما بسبب ظروفي العائليه والاجتماعيه والنفسيه والاسريه ، في تلك الفتره ، كنت دائما اشعر بالضيق ، ضيق يخنقني ، دايما تجيني ضيقة خلق تكتم علي صدري وتخنق انفاسي وتنكد علي دنياي، كانت ولازالت تجيني ضييييقه شديييييييييده ، دائما كنت اشعر ان السواد يلفني ويحيط في هذا العالم ، وكأن الدنيا قد ارتدت عباءة سوداء ، وابت الا ان تغطيني بهاوتمسك بيدي لامشي بجانبها ، كنت اري السواد في عيون الناس ، وكان الناس يشعرون بالضيق اللذي يستولي علي صدري رغم كتمي وكظمي له، وهذا الضيق ينتشر في كل خليه من جسمي وفي كل قطرة دم مني ، ويسيطر علي ، ولااستطيع ان اسيطر عليه ولاان اتخلص منه ،ورغم طول تلك السنوات ، ورغم تغير الظروف والاحوال والاشخاص واماكن الطفوله القديمه ومضي الزمن ، الا ان هذا الشعور بالضيق ، وضيقة الخلق ، لازالت تسكنني ، وتتمكن مني ، انها هي هي كما كانت ، بل ان هذا الشعور بالضيق ، قد صار اكبر من ذي قبل ، وهذا الشعور بالضيق العنيف اللي يكتم علي نفسي ، هو ماادي بي الي ان اعشق الفيلسوف العظيم كيركغورد فقد عاني مما عانيت من هذا الشعور الغريب بالضيق وكتب عنه كما لم يكتب احد من قبله عنه وسحرتني وبهرتني كتاباته ، وهذا الشعور بالضيق هومادفعني الي محاولة فهم الانسان كما هو ومن هو ، ومحاولة فهم ماساته ومعاناته ومرارة وجوده وقسوة الدنيا وطغيانها عليه، وتنتابني مشاعر الضيق بعنف الي درجه انني اخاف ان ابجي ويشوفني احد ، فمن شدة وحدة هذا الشعور بالضيق انه قادر علي ان ينزل دموعي غصبا عني رغم انني استحي من هذا الامر بشده ، وهذا الشئ يسبب لي احراج ، فانا استحي ان ابجي امام الاخرين ، لكن هذا الشعور بالضيق يفتت صدري ، ويبسط هيمنته علي اعماقي ويعصر عيوني ، ويخرج دموعي ، فمن يدري ، ربما كان هذا الشعور بالضيق ، انما هو بسبب دموعي التي تريد ان تخرج ، لكنني اقف حائلا دونها ، فتعاقبني بهذا الجيشان الرهيب وبهذا الشعور الطاغي العنيف بالضيق .
اللبن الحلو الجامد