النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

فتوحات حسينيّة

الزوار من محركات البحث: 303 المشاهدات : 1650 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    ام علي
    تاريخ التسجيل: July-2011
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,416 المواضيع: 17,968
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 12
    التقييم: 22601
    مزاجي: حسب الزمان والمكان
    المهنة: ربة بيت
    أكلتي المفضلة: المشاوي
    موبايلي: XR
    مقالات المدونة: 92

    فتوحات حسينيّة

    فتوحات حسينيّة



    أُفق غيبيّ
    • الحسابات الدنيويّة تتساقط دائماً أمام التقديرات الإلهيّة الحكيمة، والعنايات الربّانيّة الرحيمة، فقد دوّن التاريخ أنّ شخصيّاتٍ مؤمنة حُوصِرت وعُذّبت وسُجِنت ونُفِيت وقُتِلت، وكأنّ الأمر انتهى إلى انتصار الظلمة والجلاّدين والجبابرة القتلة المجرمين! لكن سرعان ما يعود التاريخ فيكتب أمجاد المظلومين، ويصبّ الذمَّ واللعنة على الظالمين، ويكشف عن مَدَياتٍ واسعة وآفاقٍ شاسعة من آثار المؤمنين عِبرَ القرون والأجيال، وكأنّهم أحياءٌ يُواصلون فتوحاتهم المعنوية والماديّة معاً، وانتصاراتهم الدنيويّة والأخرويّة معاً.
    وهنا نفهم معنى دعوة الإمام أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه حينما أراد أن يخرج إلى كربلاء، فدعا بقرطاسٍ وكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، مِن الحسينِ بنِ عليّ إلى بني هاشم. أمّا بعد؛ فإنّه مَن لَحِقَ بي منكمُ استُشهِد، ومَن تخلّف لم يَبلُغِ الفتح، والسلام»( بصائر الدرجات للصفّار القمّي:481 / ح 5، اللهوف لابن طاووس:28، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 76:4، مثير الأحزان لابن نما:39، الخرائج والجرائح للقطب الراوندي 771:2 ـ 772 / ح 93 وفيه: «ومَن تأخّر عنّي لم يبلغ الفتح»).
    وتنتهي واقعة الطفّ ولم يتعرّف الناس على ذلك الفتح، فقد قُتِل الفاتح هو وأهل بيته وأصحابه ذلك القتلَ الذريع؛ لأنّ العالَم لم يفهم معنى الفتح، ولم يرفع عينيه إلى الآفاق التي سَتَتفتّح بعد تلك الواقعة.
    الامتحان الفيصل
    في السلم والرخاء، يكثر الادّعاء، فإذا مُحِّص الناس في البلاء قلّ الديّانون، وتميّز المخلصون والصادقون.
    ولقد كانت النهضة الحسينيّة تصدع في الملأ، وتدعو إلى النصرة، فجَدّ الامتحان: امتحان الناس في التلبية لداعي الله، سبطِ رسول الله، وسيّد شباب أهل الجنّة، ومَن قال فيه النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلَّم: «حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين»، فنصرتُه نصرةٌ لرسول الله، ولدِينِ الله. وكانت النهضة المباركة كذلك امتحاناً لخواصّ الأمّة، من الصحابة الذين سمعوا وتعرّفوا على الآيات النازلة في فضائل أهل البيت النبويّ الطاهر وإمامتهم وولايتهم، وعلى الأحاديث النبويّة الشريفة المبيّنة لمنازلهم ووجوب طاعتهم واتّباعهم ونصرتهم. ثمّ كانت النهضة الحسينيّة امتحاناً آخر للسلطة الغاصبة لتتبيّن حقيقة ادّعائها الإسلام بعد غصبها الخلافةَ النبويّة، فجاء الامتحان كاشفاً عن جاهليّتها، وعن حقدها على الإسلام الذي أودى برموزها المشركة الكافرة، وحرصها على الانتقام من رسول الله من خلال أبنائه وأهل بيته وأنصاره، فعَمَدت إلى القتل والتمثيل بأجساد الشهداء، وإرعاب الأطفال وأَسْر النساء من حرم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وقطع الرؤوس والتنكيل بها في رفعها على الرماح تُستعرَض مِن بلدٍ إلى بلد، تنكيلاً وتشفّياً وتصريحاً على لسان يزيد بن معاوية قائلاً:
    لَمّا بَدَت تلك الحمولُ وأشرقت
    تلك الرؤوسُ على شَفا جَيرُونِ
    نَعَب الغراب، فقلت: قلْ أو لا تقلْ
    فلَقَد قَضيتُ من الرسولِ دُيوني!

    ومن هنا حَكَم: ابن الجوزيّ الحنفي، والقاضي أبو يعلى، والتفتازانيّ، وجلال الدين السيوطيّ الشافعي، وغيرهم بكفر يزيد ولعنه. (يراجع: روح المعاني للآلوسي 73:26 في ظلّ قوله تعالى: «فَهَل عَسَيتُم إنْ توليّتُم..» سورة محمّد (ص):22» حيث كتب: يعني يزيد أنّه قتل بمن قتَلَه رسولُ الله يوم بدر، كجدّه عُتبة وخاله وَلَدِ عتبة (الوليد) وغيرهما، وهذا كفرٌ صريح، فإذا صحّ عنه فقد كفر به. ومثلُه تمثّلُه بقول عبدالله بن الزِّبَعْرى قبل إعلان إسلامه:
    ليت أشياخي ببدرٍ شَهِدوا
    جَزَعَ الخزرجِ مِن وقعِ الأسَلْ
    لأهلّوا واستهلّوا فَرَحاً
    ثمّ قالوا: يا يزيدُ لا تُشَلّ
    قد قتَلْنا القرمَ مِن ساداتِهِم
    وعَدَلناه ببدرٍ فاعتدلْ
    لَعِبت هاشمُ بالمُلْكِ فلا
    خبرٌ جاء ولا وحيٌّ نزلْ!

    لستُ مِن خَنْدَفَ إن لم أنتقمْ
    مِن بني أحمدَ ما كانَ فَعَلْ!
    قد أخذنا مِن عليٍّ ثأرَنا
    وقتلنا الفارسَ الليثَ البطلْ)
    وهكذا استطاع الإمام الحسين سلام الله عليه أن يفضح السلطة الأمويّة ويكشف عن وجهها قناع النفاق، بعد أن أغوَت الناس بمُدَّعياتها، فكان الامتحان فاصلاً، ومحكِّماً بعد أن وَضَع التكليف عَلَناً، أنّ الجائرين يجب أن يُعاقَبوا، وأنّ الأمّة مسؤولة عن هذا، وأن لا عذرَ بعد أن خرج الإمام الحسين بنفسه وعياله وأنصاره.
    وكان من الفتوحات الحسينيّة أن علّم أبو عبدالله الأجيال كيف تختار بين الحياة الذليلة والشهادة العزيزة، إذا كان هنالك تزاحم وتعارض، فالمبادئ هي التي تعلو، والدِّين هو الأحقُّ أن يُضحّى مِن أجله، وأنّ نداء الحقّ هو الأَولى أن يُلبّى له، وأنّ الآخرة هي خيرٌ وأبقى، وأنّ النصر لا يكون بالسيوف والرماح، وإنّما بالمواقف التي تُرضي اللهَ تعالى، وتتثبّت على نهج رسالة المصطفى صلّى الله عليه وآله، وتُؤازر أوصياءَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهو ذاك نصرٌ مؤزَّر لأنّه مقبولٌ ومَرضيّ عند الله عزّوجلّ، ومُكافأ عليه. وأمّا الباطل فله جولة بعدها خذلان وعذاب مهين، وانقلابٌ إلى جحيمٍ أبديّ، فمَنِ المنتصر هنا وبعد هذا ؟
    فتوحات
    يكفي دليلاً ما نشاهده اليوم مِن العِزّة الحسينيّة، حيث تصدع أجهزة الإعلام في جميع العالم ليلَ نهار بِذِكر الإمام الحسين عليه السلام وفضائله ومواقفه ومبادئه وكراماته، تتعاطف معها القلوب والأرواح، وتمضي دروساً مُثلى في الأجيال، وتدرّ عليهم العواطف والمفاهيم والقيم السامية، وتروي لهم البطولات الإنسانيّة والمكارم الأخلاقية والحكم الدينيّة، وتصنع لهم منابر الوعظ والإرشاد والتعليم والتربية، والتوجيه إلى الصراط المستقيم.
    فالإمام الحسين عليه السلام كان وما زال يقود المسيرة، ويتحكّم في القلوب والأنفس والضمائر، وما زال يخطب ويُسمِع ويُؤثّر، ويخلق حالات الخير والحقّ والفضيلة.. كما كان ذلك من قبل، حيث أوجد الأنتفاضات الداخليّة والخارجيّة، حينما أوجد الملامة والأسف والندم إلى حدّ التوبة والنزعة إلى التكفيرعن الذنوب، فكانت الثورات تتصاعد في المدينة والكوفة ومكّة وأطراف الجزيرة العربيّة، وفي كثيرٍ من البلدان وعلى مدى التاريخ، حتّى قال مَهاتْما غاندي: (لقد تعلّمتُ من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر).
    أجَل، فالإمام الحسين صلوات الله عليه أصبح رمزاً للعزّة والكرامة الإنسانيّة، ورمزاً لرفض الظلم والحيف والاضطهاد، ورمزاً للجهاد بأنواعه، وأصبح دعوةً صالحة للتمسّك بالإسلام المحمّديّ الخالص، ثمّ أصبح قبره القُدسيّ كعبةً لقلوب المؤمنين تتهافت عليه من كلّ مكان، وفي كلّ زمان، تستلهم عنه معاني الحقّ والفضيلة والخير، وتستنشق عنده عبقات النبوّة والإمامة، وتستشرق فيه أنوار الإيمان والتقوى والكرامة.. حيث أصبح عَلَماً يُقصَد، وذلك فتحٌ تاريخيٌّ عظيم أنبأت عنه العقيلة المكرَّمة زينب الكبرى صلوات الله عليها حينما قالت لابن أخيها زين العابدين عليّ بن الحسين عليهما السلام وقد رأته يجود بنفسه حينما نظر إلى الأجساد المقطّعة على رمضاء كربلاء وهو مأسورٌ إلى الكوفة:
    «ما لي أراك تجود بنفسِك يا بقيّة جَدّي وأبي وإخوتي! فَوَاللهِ إنّ هذا لَعهدٌ مِن الله إلى جَدّك وأبيك، ولقد أخذ اللهُ ميثاقَ أُناسٍ لا تعرفهم فراعنةُ هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات، أنّهم يجمعون هذه الأعضاءَ المقطّعة، والجسومَ المضرّجة، فيُوارونها، وينصبون بهذا الطفّ عَلَماً لقبر أبيك سيّدِ الشهداء لا يُدرَس أثرُه، ولا يُمحى رسمُه على كرور الليالي والأيّام، ولَيجتهِدنّ أئمّة الكفر وأشياعُ الضَّلال في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثرُه إلاّ عُلُوّاً» (كامل الزيارات لابن قولويه:261 ـ الباب 88).
    وهذا هو الذي كان وحصل وما زال، وذلكم انتصار كبير، بل انتصاراتٌ متواليةٌ تترى، وبركاتٌ تتوالى، وقد انتشر في كلّ العالم: النسلُ الحسينيّ، والذِّكر الحسينيّ، والخُلق الحسينيّ، والنور الحسينيّ،.. فأين قاتلوه وظالموه!
    لولا الحسينُ لَغامَ الأُفقُ واندلَعَتْ
    شرارةٌ، وطغى للغيِّ طُوفانُ
    والناسُ عادت إليهم جاهليّتُهُم
    وقُدِّسَت بعدُ أصنامٌ وأوثانُ
    والدينُ عاد غريباً بعدَ جِدّتِهِ
    والحقُّ عاث به غيٌّ ونُكرانُ
    إن يمنعوا الناسَ مِن قبرِ الحسينِ فقَدْ
    مُدّتْ له مِن قلوبِ الناسِ أغصانُ
    هذي القِبابُ سراجٌ لا انطفاءَ لها
    وكيف يُطفِئُ نورَ اللهِ طُغيانُ ؟!
    تهدي السماءُ بنورٍ مِن أشعِّتِها
    ويستضيء بها في الليلِ حيرانُ
    الحقُّ باقٍ وإن عزّ النصيرُ، وإنْ
    تَداوَلَ الحُكمَ صبيانٌ وعِبدانُ
    ويقول آخر:
    ويمضي العتاةُ ويبقى الحسين
    مناراً به تهتدي الكائناتْ
    ويمضي الزمانُ ويبقى الحسين
    ودعوتُه تصنع المعجزاتْ
    سلامٌ عليك أيا سيّدي
    تُسطّره أحرُفي العاثراتْ
    سلامٌ عليك أيا سيّدي

    تُترجمه أدمعي الجارياتْ
    فكن حاضري حين تمضي الحياة
    وكن شافعي حين يدنو المماتْ
    فَمُذ كنتُ طفلاً عَرَفتُ الحسين
    ملاذاً به تحتمي الكائناتْ

    المصدر

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    جزاك الله خيرا ام علي

  3. #3
    مساعد المدير
    ام محمد
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: روح إيليا وشمس الشموس
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 63,038 المواضيع: 1,048
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 126015
    مزاجي: I do not care about anyone
    المهنة: Graduate without appointment
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: iphone مال هسة +_-
    آخر نشاط: منذ 2 ساعات
    مقالات المدونة: 19

    Rose

    شكرآ عمري

  4. #4
    من أهل الدار
    ام علي
    نورتوني الف هلا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال