والأخلاق من تزكية النفوس، فحقيقة الأخلاق في داخل النفس، وإنماالسلوك العملي تعبير مباشر عن ذلك، ونتيجة له، ولذلك إذا كان القلب فاسداً لايستطيع الإنسان أن يستمر في التظاهر والمجادلة بالأخلاق السطحية، فبعض الناس قديتكلفون الأخلاق، لكن ذلك لن يدوم إن لم يكن ذلك نابعاً من اعتراف داخلي بقيمة هذهالأخلاق وحب لها، ومثل ذلك الخلق المؤقت، يعني أن في النفس ضعفاً أخلاقياً تنكشفالنفس فيه لأدنى امتحان، يقول الحسن البصري: "ما أخفى رجل شيئا إلا ظهر على فلتاتلسانه وقسمات وجهه" .
والشاعر الجاهلي زهير بنأبي سلمى يقرر هذا المعنى، فيقول:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالهاتخفى على الناس تعلم
فالأخلاق القوية الحقيقية وعاءيستوعب حياة الإنسان كلها، فتتبين الأخلاق القوية بالدأب والصبر والمداومة وإتمامالخلق، يقول أبو حامد الغزالي: "إن أخلاق الإنسان الحقيقية هي أخلاقه بالمنـزل" . أي: لمداومته على حسن الخلق والتلطف حتى في بيته.