- جرب حظه في مجال الإبداع في شتى ألوانه؛ في كتابة القصة القصيرة جدا، القصة القصيرة، الرواية، الشعر عموديه وأفقيه حره ونثره عاميه وفصيحه، غير أنه لم يلق القبول في مسعاه هذا وعلى حد تعبيره لم يجد من يفهمه..و وقّع ثم ختم بالشمع الأحمر آخر صفحة كتاباته في هذه الأجناس:( الله يجيب من يفهمنا) ونفض يديه من الإبداع في هذا المجال كما ينفض العسال يديه من جيش النحل عن الشهد.- ومادام في العمر بقية، ومادامت الأفكار ملقاة على قارعة الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي، كما يقول الجاحظ رحمه الله، التقط واحدة و قرر أن يجرب حظه في مجال الإخراج في شتى أنواعه، الإخراج السينمائي أولا، فالإخراج المسرحي إلى أن انتهى به المطاف إلى مساعد مخرج في قاعة الحفلات والولائم حفلات الأعراس وحفلات الـتأبين، غير أن الحظ التعس نكّس له رأسه مرة أخرى، ولم يكتب له النجاح في هذه التجربة أيضا، وعلى حد تعبيره: إن أفكاري تستعصي على الفهم لدى النخبة فكيف بالدهماء؟ ( الله يجيب من يفهمنا وخلاص). أوصد باب الإخراج بمفاتح لتنوء بالعصبة أولي القوة وألقى بالمفتاح في رفوف النسيان وغسل يديه جيدا بالماء والصابون من فكرة الإخراج .- أخيرا استقر رأيه على أن يخوض مغامرة تجربة جديدة، فهو يؤمن بمقولة - أن الإنسان ما خلق عبثا ليعبث بل ليجرب حتى لو نهشه الجرب- هذه المرة؛ فكر أن يتنقب أي أن يحمل مشعل النضال كما فعل ذات زمان جميل * ليش فاليسا* ولم لا؟ قد تفهمه الطبقة الكادحة فهما جيدا؟ أتبع القول العمل فلم يعد يظهر له أثر في البلد، لأن النقاب الذي وشّح به رأسه وكشْحه كان أسود حالكا بحيث أصبح من المستحيلات السبع التعرف عليه، ومن حباه الله برؤية طلعته البهية فكأنما صادف الساعة المباركة في ليلة القدر المقدسة...