اثناء حملة توعية كان يقوم بها احد السياسين البريطانيين في بداية القرن العشرين وبينما هو يشرح لجمهرة من الناس
في ساحة عامة عن كيفية دوران الارض والكواكب نهضت سيدة مسنة ووصلت الى المنصة لتبصق في وجه امام الحضور
وهي تقول اتيت بنا من منازلنا لتشرح خزعبلاتك منذ ساعتين
واستطيع انا اشرحها بكلمة واحدة وهي ان الارض تقف على ظهر سلحفاة عملاقة
وغادرت تاركة وراءها ضحكات الناس التي كانت تحمل نفس افكارها
وهو جواب لمن لا يريد ان يتعب نفسه بالتفكير
هكذا كانت طريقة تفكير شعوب الغرب ولعهد قريب جدا قبل الجهود المتواصلة للنخبة في توعية مجتمعاتها
بالتوازي مع الحرب الطاحنة للتحرر من تركة الكنيسة ليحصدوا منها ثمرة جهودهم التي تعيشها بها مواطنيهم الان
وكلما قرأت او سمعت تفسير عن قضية سياسية او اجتماعية او حتى علمية نتداول بها في مجتمعاتنا
ارى السلاحف تتقافز لتغرق المكان
فمثلا حين نتحدث عن قضية سياسية ويتم طرح سؤال
لماذا لا ينهض العراق مثلما نهضت كل دول العالم ؟؟؟
سيجيبك المواطن (الشيخ او الطفل او القاضي او اللص او الطبيب او المريض ): بسبب سلحفاة اسمها اسرائيل وامريكا
لماذا لا ينتخب العراق حكومة حقيقية
لماذا لا يتحد العرب
لماذا لا يتحد الشيعة
لماذا لا نقرأ الكتب
لماذا نضرب اطفالنا في البيت والمدارس
لماذا تنقطع الكهرباء
لماذا جارك لا يحترم خصوصيتك
لماذا صمون الافران عجين
لماذا باب دارك كلها اوساخ
سيأتي الجواب الجاهزالكافي والوافي وهو بسبب السلحفاة الخارقة
ولماذا سمحت لهذه السلحفاة ان تنال منك بينما لم تستطع ان تنال من غيرك
سيقول لانها لا تريدني ان افعل ذلك !!
ولماذا كنت متخلفا لا تقرأ ولا تكتب قبل سنة 1940 اي قبل ان تظهر السلحفاتين
سيقول لابد وان اجدادي كانت لديهم سلحفاة مقنعة منعتهم من ذلك
وهذا الجواب ليس في السياسة فقط بل في كل القضايا الاخرى الاجتماعية والدينية والعلمية وحتى الروحية
ستكون عندنا سلحفاة جديدة خاصة في الانتظار
الموضوع للنقاش