السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الفنان الفرنسي العالمي الشهير
يوجين ديلاكروا
(1798-1863 )
ولد الفنان ديلاكروا في العام 1798 في فرنسا، وفي العام 1832 سافر إلى اسبانيا وشمال أفريقيا في مهمّة ديبلوماسية. وكان لتلك الرحلة اثر كبير في اختيار الفنان مواضيع لوحاته التي ستظهر في ما بعد، وحطّت به الرحال أخيرا في المغرب في 25 يناير 1832. و لم تكد ثلاثة أشهر تمضي على وصوله حتى صار متيمًا بأرضها حتى أنه أرسل إلى شقيقه خطابًا قال له فيه: "وداعًا، أخي الطيب، الإفريقي يرسل لك محبته…". فقضى دولاكروا ستة أشهر في المغرب كان إنتاجه فيها من اللوحات غزيرًا فقد أنتج 100 لوحه عن هذا المجتمع المغربي. وتمتلئ لوحاته المغاربية بمشاهد لخيول عربية وبشر يصارعون حيوانـات مفترسة ومعارك بين القبائل في الجبال.كانت "نساء الجزائر" احد مصادر الهام الانطباعيين فقد افتتن باحتشامهن ووقارهن ، فكان احد أشهر رسّامي القرن التاسع عشر.ولم يكن يرسم فقط، بل اشتغل بالأدب والسياسة والديبلوماسية. وعلى امتداد مسيرته الفنية أنتج أكثر من 850 عملا فنيا.
وأول أعماله كان لوحته المسماة "دانتي وفرجيل في الجحيم" التي عرضها في صالون باريس عام 1822م.
تمثل أشهر أعماله وأكثرها احتفاء "يتيمة في المقابر" ، واللوحة تصور فتاة وحيدة تجلس وسط القبور، وقد تحجرت الدموع في مآقيها، وارتسمت في عينيها نظرة مشحونة تحمل ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه من وحدة موحشة ويأس وضياع وتساؤل لتلك السماء التي تصوّب نحوها نظراتها الخرساء.
يعتبر ديلاكروا واحدا من أهم الفنانين الفرنسيين وأكثرهم تأثيرا. وهو مصنف في الغالب ضمن فناني المدرسة الرومانتيكية. ويقول بعض النقاد إن طريقة استخدام ديلاكروا للون كان لها تأثير كبير على الرسامين الانطباعيين وعلى رموز الفن الحديث وعلى رأسهم بيكاسو.
يعتبر يوجين ديلاكروا واحدا من أهم الفنانين الفرنسيين وأكثرهم تأثيرا
.
وهو مصنّف في الغالب ضمن فناني المدرسة الرومانتيكية.
ويقول بعض النقاد إن طريقة استخدام ديلاكروا للون كان لها تأثير كبير على الرسّامين الانطباعيين وعلى رموز الفن الحديث وعلى رأسهم بيكاسو.
ولد الفنان ديلاكروا في العام 1798 في فرنسا، وعلى امتداد مسيرته الفنية أنتج أكثر من 850 عملا فنيا.
أول أعماله كان لوحته المسماة "دانتي وفرجيل في الجحيم" التي عرضها في صالون باريس عام 1822.
ولوحات الفنان، عموما، تتدفّق بالمشاعر الفيّاضة والألوان المتألقة في حيوية صاخبة.
وقد اشتهر بتصوير النمور المتحفّزة والمعارك الضارية والأساطير المتوارثة. ويعتبر من بين الفنانين الأوربيين القلائل الذين اهتمّوا برسم مظاهر الحياة في الشرق، من قبيل لوحتيه الشهيرتين "نساء الجزائر" و "عرب يتقاتلون في الجبال".
لكن ديلاكروا كان يهتم أيضا بتصوير المشاعر والمواقف الإنسانية العميقة. وهذه اللوحة تمثل احد أشهر أعماله وأكثرها احتفاءً.
واللوحة تصوّر فتاة وحيدة تجلس وسط القبور، وقد تحجّرت الدموع في مآقيها، وارتسمت في عينيها نظرة مشحونة تحمل ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه من وحدة موحشة ويأس وضياع وتساؤل واتهام لتلك السماء التي تصوّب نحوها نظراتها الخرساء..
قد تكون الفتاة جاءت إلى هذا المكان الموحش لتتذكر أبا أو أمّا راحلة. وأوّل ما يجذب العين في اللوحة هو قوّتها التعبيرية الهائلة. وهذا واضح من تعابير الوجه، والعينين على وجه الخصوص.
وللوهلة الأولى تبدو نظرات الفتاة كما لو أنها تعطي انطباعا بالخوف والتوتّر أكثر من كونه حزنا.
لكن يمكن القول إجمالا أن الانفعالات التي ينطق بها المشهد قويّة ومعبّرة جدّا، ربّما أكثر بكثير ممّا يمكن أن تصفه أو تعبّر عنه الكلمات.
Eugene Delacroix, Orphan Girl at the Cemetery, 1824
__________
الحرّيـة تقــود الشعــب
للفنان الفرنسي يوجيـن ديـلاكـــروا
كان يوجين ديلاكروا أكثر رسّام ارتبط اسمه بالحركة الرومانسية في الفنّ والأدب.
وقد اقتفى الفنّان خطى الشاعر بايرون إلى اليونان، فصوّر بخياله مشاهد عنيفة ومؤثّرة من حرب الإستقلال اليونانية التي شارك فيها الشاعر الرومانسي الإنجليزي الأشهر.
هذه اللوحة ربّما تكون أشهر أعمال ديلاكروا وأكثرها احتفاءً، وقد أصبحت رمزا للثورة والحرّية. وفيها يصوّر الفنان انتفاضة الشعب الفرنسي عام 1830 ضدّ حكم عائلة دي بوربون على أمل استعادة النظام الجمهوري الذي نشأ مباشرةً بعد اندلاع الثورة الفرنسية الأولى في العام 1789 م.
الشخصية المحورية في اللوحة هي رمز الحرّية نفسه. وقد رسمه ديلاكروا على هيئة امرأة فارعة الطول وحافية القدمين وقد انزلق رداؤها عن صدرها في خضمّ المعمعة وانشغالها بحشد الناس من حولها استعدادا للمعركة النهائية التي ستقود إلى الحرّية والخلاص.
تبدو المرأة هنا وهي ترفع العلم بيد وتمسك بالاخرى بندقية وقد أشاحت بنظرها جهة اليمين كما لو أنها غير آبهة بأكداس الجثث أمامها ولا بما يجري حولها من جموح وغضب.
ومن بين سحب الدخان في الخلفية تظهر أبراج كنيسة نوتردام التي رسخ اسمها في الأذهان بعد رواية فيكتور هوغو لتصبح في ما بعد رمزا للرومانسية الفرنسية.
ولم ينس ديلاكروا أن يرسم نفسه في اللوحة إذ يبدو في يسار اللوحة مرتديا قبّعة طويلة وممسكا ببندقية.
كانت عادة الفنّانين والشعراء منذ القدم أن يرمزوا للحرّية والعدالة بنساء جميلات. وقد كرّس الفرنسيون هذا التقليد باختيارهم "ماريان" رمزا للحرّية الفرنسية.
واختيار ديلاكروا لامرأة عارية الصدر كرمز للحرّية قد يكون أراد من خلاله الإشارة إلى أن الثورة تنطوي على "إغراء وفتنة"، وإلى أن العنف الذي يصاحبها هو جزء لا يتجزّأ من الإيمان بالتغيير الجذري وحكم الجماهير.
الثوّار المنتفضون فشلوا في إعادة الجمهورية آنذاك، لكنهم استطاعوا إنهاء الحكم الملكي المطلق واستبداله بملكية نيابية.
ومضمون هذه اللوحة، العنيف إلى حدّ ما، قد لا يعبّر عن النتيجة التي آلت إليها الثورة في النهاية، إذ انتهت بظهور نخبة بورجوازية عاقلة استلمت الحكم وأعادته تدريجيا إلى الشعب.
"الحرّية تقود الشعب" قد تكون تجسيدا للحّرية التي تخالطها الفوضى، ومن المرجّح أن يكون ديلاكروا قصد أن يكون المشهد بعموم تفاصيله وشخصياته تعبيرا عن معنى الثورة في بعدها الرمزي والفلسفي، أي ذلك المزيج من الجموح والشهوة والجريمة والعنف.
Eugène Delacroix, Liberty Leading the People, 1830
________
لوحة نساء الجزائر
للفنان الفرنسي يوجيـن ديلاكـروا
في العام 1832 سافر يوجين ديلاكروا إلى اسبانيا وشمال أفريقيا في مهمّة ديبلوماسية.
وكان لتلك الرحلة اثر كبير في اختيار الفنان مواضيع لوحاته التي ستظهر في ما بعد، والتي سجّل فيها جوانب من ملاحظاته ومشاهداته الشخصية في تلك البلاد.
وحطّت به الرحال أخيرا في المغرب. حدث ذلك بعد فترة قصيرة من استيلاء فرنسا على الجزائر.
وفي المغرب تمكّن ديلاكروا من أن يشقّ طريقه إلى مجتمعات النساء وعالم الحريم الغامض.
في البداية لم تكن تلك المهمّة سهلة، بالنظر إلى التقاليد المحافظة والعادات الصارمة التي تلزم النساء بتغطية أجسادهن.
وعندما شاهد ديلاكروا عالم الحريم لأوّل مرة أسكره المنظر وأحسّ بالدهشة والافتتان. إذ كان يعتقد دائما أن ثقافة شمال أفريقيا وأسلوب حياة أهلها بما تنطوي عليه من حيوية و "إكزوتية" في منتصف القرن التاسع عشر، كانت صورة مصغّرة عن الحياة زمن الإغريق والرومان.
وبعد سنتين من ذلك التاريخ أنجز الفنان هذه اللوحة التي يعتبرها كثيرون إيذانا ببدء الحركة الاستشراقية في الثقافة والفن.
في "نساء الجزائر" نرى ثلاث نساء يجلسن على أرضية غرفة، بالإضافة إلى امرأة سوداء، لعلها خادمة.
وأكثر ما يلفت الانتباه في المشهد هو منظر المرأة الجالسة إلى أقصى اليسار مستندةً إلى أريكة، إذ تبدو ذات ملامح جميلة بنظراتها الحالمة وفستانها ذي الألوان الباردة والمتناغمة.
أما المرأتان الجالستان إلى يمين اللوحة فتبدوان كما لو أنهما تتبادلان حديثا شخصيا، فيما تمسك إحداهن بالارغيلة – وهو منظر نراه كثيرا في اللوحات التي تصوّر غانيات – بينما أدارت الخادمة السوداء ظهرها كـي تنظر إلى سيّدتها "في الوسط" وهي تهمّ بالخروج من الغرفة.
ولعلّ أهمّ ملمح في هذه اللوحة هو حركة الألوان والأشكـال فيها وتلقائية شخوصها وتفاصيلها.
"نساء الجزائر" اعتبرت دائما تحفة فنية من اللون والضـوء والتفاصيل الدقيقة الأخرى التي برع ديلاكروا في رسمها لينقل إلينا عبرها صورة من صور الحريم في بيئتهن الدافئة والمثيرة للغرائز.
بالإضافة إلى هذه اللوحة، رسم الفنان حوالي مائة لوحة أخـرى صوّر فيها جوانب مختلفة عن الحياة في شمال أفريقيا. وتمتلئ لوحاته المغاربية بمشاهد لخيول عربية وبشر يصارعون حيوانـات مفترسة ومعارك بين القبائل في الجبال.
كانت "نساء الجزائر" احد مصادر الهام الانطباعيين كما قام بيكاسـو بتقليدها، والفت الكاتبة الجزائرية آسيا جبّار كتـابـا مثيرا للجدل عن المرأة والثقافة واللغة استوحت عنوانه وغلافه من اللوحة للإشارة إلى أن الظلم الذي تتعرّض له المرأة ما يزال قائما منذ زمن الاستعمار وعصر الحريم.
أما ديلاكروا فكان احد أشهر رسّامي القرن التاسع عشر.
ولم يكن يرسم فقط، بل اشتغل بالأدب والسياسة والديبلوماسية.
وكان من اقرب أصدقائه الموسيقي البولندي فريدريك شوبان والأديبة جورج صاند وعازف الفيولين الايطالي الشهير نيكولا باغانيني، وقد رسم للثلاثة بورتريهات.
Eugene Delacroix, Women of Algiers, 1834