- كشفت دراسةٌ جديدة عن نموذجٍ حاسوبي يستطيعُ معرفة شخصية مستخدِمِهِ بدقةٍ تامة معتمداً بشكل أساسي على الإعجابات التي يضعها في موقع التواصل الاجتماعي "Facebook".
- أشرف علماءٌ من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة على هذه الدراسة، واستطاعوا التنبؤ بشخصيةِ أكثر من 86 ألفَ متطوع معتمدين على إعجاباتهم في الفيس بوك.
- بعد التحليلِ الكافي للإعجابات على الفيس بوك، وجدت الدراسةُ أن الشخصَ الوحيد الذي يعرفك أكثر من حاسوبك هو «زوجك »، «زوجتك»... آسف أمي!
- يقول أحد باحثي جامعة كامبريدج «ديفد ستيلويل»:
- "في السابق أظهرنا بأننا يمكننا استعمالُ الإعجابات التي يضعها الناس على الفيس بوك في التنبؤ بشخصيتهم ولكن ما الاختلاف عن دراسة اليوم؟ بينما كنا نظهر أنه باستطاعتنا التنبؤ بالشخصيات اليوم نحن نتأمل بمدى صحة ودقة ذلك".
- أما الدراسة فكانت على الشكل التالي:
- في البداية تم أخذُ عينةٍ من المتطوعين وتم تقييمُ شخصيهم اعتماداً على اختبار الشخصية (يتضمَّنُ 100سؤالاً) الذي يقيّم الصفاتِ الرئيسية مثل السعادة، والاجتماعية، والعصبية. وبعد ذلك سألوا الأشخاص المقربين للمتطوعين عن شخصياتهم مثل عائلاتهم، وأزواجهم ، وزملاء عملهم لتعبئة نموذج مشابهٍ لاختبار الشخصية إلا أنه أقصر.
- وفي النهاية أجروا تحليلاً لحساباتِ المتطوعين الشخصية على الفيس بوك (الإعجابات التي يضعونها على المنشورات والصفحات والكتب والأفلام والأماكن وما إلى ذلك)، ولم يتم أخذ الإعجابات بتحديثات الحالة "status updates" بعين الاعتبار، والجديرِ بالذكر أن 70 إعجاباً على الأقل كافٍ لتكوين صورة مبدئية عن الشخصية!
- بعد مقارنةٍ بين نتائج الاختبارات التي أجراها المقربون من المتطوعين وبين تحليلات الكومبيوتر، كانت النتيجة النهائية هي أن التحليلَ الأخير لحساب الفيس بوك كان النتيجة الأدق والأقرب لشخصيات المتطوعين وكان جهاز الكومبيوتر الأفضل في الحكم على شخصية المتطوع من زميل عمله، وأفراد العائلة، أو الأصدقاء.
- وفيما يلي مخطط تم نشره مع الدراسة يربط بين نتائج تقييم الكومبيوتر والتقييم الذاتي:
هذا يعني احتمالَ أن تكون لدى أجهزة الكومبيوتر القدرة على معرفة الكثير عنا- لسوء الحظ- فإن النتائج تشيرُ أيضاً إلى أننا قد لا نكونُ بتلك الشخصية التي نظنها.ما رأيكم بهذه الدراسة؟ هل ستكون نتائجا ستكون سلبية أم إيجابية؟ وهل من ممكن أن تكون معياراً لتقييم الأشخاص مستقبلاً؟ شاركونا بآرائكم…
يمكن الآن استخدام هذا النموذج للتنبؤِ بشخصيات الناس، ولمساعدة أصحاب العمل بتوظيف الموظفين المناسبين، وأيضاً تستهدف الإعلانات لمحتوى أكثر فعالية لمستخدمي الإنترنت.
"كما أنه في المستقبل، يمكن أن تكونَ أجهزة الكومبيوتر قادرة على استنتاج الصفات النفسية لدينا والرد وفقاً لذلك، مما يؤدي إلى ظهور آلات ذكية عاطفياً ونفسياً واجتماعياً "، كما قالت المؤلفة الرئيسية «وو يويو» من مركز كامبردج القياس النفسي، في بيان صحفي.
وأضافت:" يمكنُ للناس استخدام هذه التحليلات لزيادة حدسهم اتجاه شخص ما سواءً بالتوظيف أو الترشح لمنصب أو نشاط ما وربما تُستخدم في اختيار الشركاء العاطفيين، فمثل هذه التحليلات يمكن أن تساعدُ في تحسين حياة الناس مستقبلاً".
وفي السياق نفسه يعترفُ العلماء أنه قد تكون هناك مخاوفٌ بشأن الخصوصية مع تطوِر هذه التكنولوجيا، ويقولون أنهم يؤيدون سياساتِ منحِ المستخدمين السيطرةَ الكاملة على خصوصيتهم حيث قال الدكتور «ميشيل كونزينسكي»، عضوٌ آخر في فريق من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة،:" نأملُ من المستخدمين ومطوري التكنولوجيا وواضعي سياساتِ الخصوصية معالجةَ تلك التحديات من خلال دعم القوانين وتكنولوجيات حماية الخصوصية وإعطاء المستخدمين السيطرة الكاملة على ما لديهم".
ربما يجب علينا أن ننتبه أكثرعلى إعجاباتنا في الفيس بوك!