قررت “جيسي إيجان” -مديرة كنيسة بولاية إلينوي الأمريكية- ارتداء الحجاب الإسلامي لمدة 40 يومًا متصلة، خلال فترة “الصوم الكبير” -إحدى فترات الصيام حسب الديانة المسيحية- بهدف كسر الحواجز بين الديانتين. وعلقت “إيجان” على خطوتها هذه لموقع “فوكاتيف”، بالقول إن “هذا يبدو غريبًا بعض الشيء، خاصة في ظلّ التوترات الحالية بين المسيحين والمسلمين في جميع أنحاء العالم، لكنني قررت ارتداء الحجاب لمعايشة تجربة النساء المسلمات في المجتمعات الغربية”. وأكدت “إيجان” أن محاولة وسائل الإعلام تضليل الجمهور، والخلط بين الإسلام والإرهاب، هي السبب الرئيسي الذي دفعها لاتخاذ قرار ارتداء الحجاب -بشكل يومي- في كل مرة تغادر فيها المنزل، خلال فترة الصوم الكبير.
“إيجان” استشارت صديقة مسلمة، حيث دعمتها الأخيرة بالكامل في قرارها، بل وعرضت عليها إرسال جميع أنواع الملابس التي تنوي ارتداءها. وأشارت إلى أن ارتداء الحجاب الإسلامي لم يقيدها بأيّ شكل في حياتها الخاصة، بل إنها مارست حياتها مع زوجها وأطفالها بشكل طبيعي للغاية، حتى إنها داومت على الذهاب -مع أطفالها- لحمّام السباحة، ولكن وهي ترتدي زيّ سباحة يغطي جسمها بأكمله. وقامت “إيجان” بكتابة مدونات عن تجربتها، وذلك بهدف تشجيع قُرّائها على بدء حوار مع أشخاص من ديانات أخرى، حتى يتمكن البشر -بمختلف دياناتهم- من فهم بعضهم بعضًا بشكل أفضل. وأضافت أن تشجيع المسيحيين على المبادرة بإلقاء السلام على المسلمين في الأماكن العامة، هي خطوة مهمة -رغم بساطتها- لكسر الحاجز بين الاثنين.
الزوج يبادر بتحية سعوديين
ودللت على هذا بواقعة حدثت لزوجها “جيف”، الذي تعرف على طالبين سعوديين في حافلة كانت متجهة لولاية شيكاغو، بعد أن سمعهما يتحدثان باللغة العربية، وقالا له إنه أول شخص أجنبي يبادر بالتحدث إليهما منذ قدومهما إلى هنا منذ 9 أشهر بغرض الدراسة. مشيرة إلى أن التعصب ليس بالضرورة التعامل مع المسلمين بشكل عدواني، ولكن التجاهل هو شكل آخر من أشكال التعصب. ويذكر أن اهتمام “إيجان” بالثقافة الإسلامية ليس من قبيل المصادفة، ولكنه بدأ قبل سبع سنوات تقريبًا، عندما قررت -هي وزوجها “جيف”- الانتقال إلى الأردن، للقيام بشيء غير مألوف، قبل رجوعهما إلى بلادهما، وقررت “إيجان” -هي وزوجها- خوض التجربة، والتعرف أكثر على الدين الإسلامي.
وبالفعل تطوع الزوجان -وهما في مستشفى للاجئين العراقيين- ودرسا في مدرسة إسلامية في الأردن، ونجحا في إبرام صداقات مع عديد من المسلمين هناك، حيث قالت “إيجان”: “لم نكن نعرف قبل ذلك أي شيء عن الإسلام، ولكننا غيّرنا وجهة نظرنا تمامًا عن هذه الديانة، عندما اكتشفنا ولعنا بهؤلاء المسلمين”. وبعد عودتهما من الأردن، عملت “إيجان” مدرسة لفترة وجيزة في مدرسة إسلامية محلية، وعكفت على تكوين الصداقات في المجتمع الإسلامي الكبير في مسقط رأسها بولاية إيلينوي الأمريكية. ويعمل “جيف” حاليًا ضمن “مشروع الهلال”، وهي منظمة تعمل على تعليم المسيحيين في أمريكا الشمالية عن الإسلام، ولا سيما بناء جسور التواصل مع المسلمين بحسب صحيفة عاجل.