Wednesday 28 March 2012
مسيرة «الهودي والحجاب» تدين العنصرية الأميركية
تعاطفاً مع عراقية ومراهق أسود قتلا فقط بسبب اختلافهما عن السائد
شيماء العوادي
شهدت أميركا جريمتا قتل اكتسبتا بشاعتهما من كونهما اقترفتا بدافع العنصرية والكراهية. وكان ضحية الأولى مراهق أسود في فلوريدا والثانية عراقية مهاجرة في كاليفورنيا. ولذا أعلن طلاب جامعيون عن تنظيمهم مظاهرة الخميس سمّوها «الهودي والحجاب» نسبة لضحيتيهما.
_______________________________أعلن طلاب أميركيون عن وقوفهم في وجه العنصرية والكراهية عبر مسيرة ستنظّم الخميس تحت مسمّى «الهودي والحجاب».
ويأتي هذا بعدما تزامنت في 26 فبراير/شباط الماضي جريمتا قتل في الولايات المتحدة لتعززا الإحساس السائد وسط السود والأقليات بأن الممارسات العنصرية العنيفة حيّة ترزق، رغم كل ما يقال من أنها مخلفات ماض بغيض .
فقد هاجمت أيدٍ مجهولة امرأة عراقية - أميركية تُدعى شيماء العوادي (32 عامًا وأم لخمسة أطفال) في أحد أزقة إل كاجون، حي العراقيين في سان دييغو، كاليفورنيا، وانهالت عليها بالضرب المبرّح حتى الموت.
وبدا واضحًا أن الدافع لهذه الجريمة هو الكراهية العنصرية والدينية، فقط لأنها كانت ترتدي الحجاب. فقد تركت الجهة الجانية إلى جانب جسدها المثخن بالجروح رسالة حملت الكلمات: «عودي إلى بلادك أيتها الإرهابية!».
تلازمت هذه الحادثة مع مقتل مراهق أميركي أسود، يُدعى ترايفون مارتن، في سانفورد، فلوريدا، عندما كان في طريقه إلى منزله برصاص رجل أبيض كان جزءًا من فريق حراسة ليلي في حي مر به المراهق. وادعى الجاني أن المراهق كان يحمل سلاحًا، وأنه أطلق عليه النار دفاعًا عن نفسه.لكن اتضح أن المراهق كان يحمل قنينة شاي مثلج وكيسًا للحلوى، وأن ما أثار غضب/خوف مهاجمه كان ارتداؤه قلنسوة (هودي) متصلة بفانيلته لا أكثر. وتعاظمت هذه القضية حتى إن الرئيس باراك أوباما لم يجد مناصًا من الإدلاء بدلوه فيها، فدعا أميركا للبحث عن نفسها والتمعن فيها.
ترايفون مارتن
هكذا تصبح قطع معيّنة من الملبس (الهودي في حالة مارتن والحجاب في حالة العوادي) رموزًا وبيانات اجتماعية وسياسية - سواء كان هذا أو لم يكن هو المقصود بها - ومدعاة لقتل صاحبها. وبينما تنكبّ السلطات الأمنية الفيدرالية على دراسة الأبعاد العنصرية المتصلة بمقتل مارتن في فلوريدا، وقوات الأمن في كاليفورنيا على تحديد ما إن كان مقتل العوضي كراهية دينية أو عرقية، يسود الأقليات إحساس بأن اختلاف اللون والعقيدة والثقافة بعبع لا يزال يصول ويجول كما حلا له في شوارع أميركا.
من هذا المنطلق ينظّم الطلاب في جامعة كاليفورنيا - كما أوردت منافذ الإعلام على الإنترنت بشكل خاص - مظاهرة تضامن خاصة يوم الخميس تسمّى «الهودي والحجاب»، وتحت شعار «فلنقف في وجه الكراهية والعنصرية». وتنظم المظاهرة تضامنًا مع أسرتي القتيلين، ولإطلاق رسالة مفادها أن الوئام الأميركي لا يتم إلا عبر التخلص من هذين الوبائين.