الأنثى التي لم تجد لها مهنة غير أن تحبَّني كانت تأخذ من الأشياءِ أجملَ فيها . من الورد رائحته ، من الوعدِ لهفته ، من الوجدِ الشَّغف ، من الصَّمتِ الوقار ، ومن الحياةِ قدرتها الخارقة على تجاوزِ المستحيل ، وكنتُ الذي يعشقُ فيكِ كلَّ شيئ ، ولا يملكُ منكِ أيَّ شيئ !
تلكَ الحياة ذاتها من تقفُ عند بابِك الآن ، لا هي تدخلُ فـ تجمعُنا تحت سقفٍ واحد ، ولا هي تعبُر فـ تردمُ آخرَ الأحلام الَّتي نسجنا منها رداءً للشتاء الذي لم يأتِ بعد !
صمتكِ أوَّل الحزن ، و آخر البوح ، و حبُّكِ الثَّراء الذي انتشلَ فقري ، وجعلَ منِّي قلبًا يسعُ المغفرَة ولا يقفُ على حافَّة القحط الذي تشيعهُ المسافات !
أنتِ أجملُ الظنونِ التي تراكمت في رحلتي إليك ، ممتلئة بكل ما أرغب ، المرأة الَّتي استعرتُ منها رغبةَ الحياة وأعرتُها قدرتِي على العطاء ، وتماديتُ في ملئِها عشقًا لا يمكن لامرأة أن تنساه أو تتنازلَ عنه !
في جيبي قصيدتانِ لأجلِ عينيك .. وعلى جبيني قناعة ممتدَّة عبر أرصفة عريقة من الانتظار السَّحيق : لا نهرَ يرجعُ للوراء .
هل نسيرُ لنتباعدَ ؟ أم يكفِي أن نقفَ على رصيفينِ متقابليْن ، نرمقُ عابراتِ الأحلامِ تُحتضَر دونَ أن نحرّك خافقا كانَ قابَ عشقينِ أو أدنى من عُمرٍ لا يقاسُ بالحُزن !