بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ورد عن الصادق عليه السلام قال : المؤمن أخو المؤمن هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.
من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن عدم التخلي عن أخيه المؤمن لمجرد ادعاء البعض عليه ببعض الأقاويل المحتمل أنها تكون غير واقعية فعلينا أن لا نحكم إلا بعد التثبت من هذه الأقاويل وليس بسماع الآخرين أن أخيه المؤمن فعل كذا وقال كذا عنك والغرض هو إيقاعه بشراك الشك نحو أخيه المؤمن ، وهنا نذكر لكم واقعة حصلت لعالميَن تبين ما هو الصحيح لكي نفعله تجاه من يقوم بهكذا حالة منكرة .
يروى أن العالمين الكبيرين الشيخ البهائي العاملي والسيد مير محمد باقر الداماد خرجا في موكب الشاه عباس الصفوي إلى رحلة للصيد و الاستراحة و المعروف أن العالميَن المذكورين كانا ممن يستعين بهما الحكم الصفوي في إيران لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية.
كان السيد مير محمد بديناً ، و كان جواده يمشي متباطئاً . بينما كان الشيخ البهائي نحيفاً ، و كان الجواد الذي يركبه يمشي مسرعاً وموجفاً أراد الشاه عباس أن يمتحن علاقة هذيْن العالميْن القلبية ببعضهما ، لأن المعروف بين الناس أن العلماء ( يتحاسدون ) فيما بينهم فاقترب الشاه من السيد و قال له انظر الى جواد الشيخ انه ليس من الأدب و الوقار أن يقود الشيخ جواده بهذه الطريقة فقال له السيد مير محمد : كلامك صحيح ، و لكن الجواد الذي يركبه سماحة الشيخ البهائي يفعل ذلك لسروره بالشيخ ، لأنه يحمل علماً كبيراً على ظهره وبعد قليل دنا الشاه من الشيخ البهائي و قال له انظر ليس من المفروض أن يكون العالم سمينا يعجز الجواد عن حمله فردّ عليه الشيخ : أجل ، السمنة ليس شيئاً جيداً ، و لكن بطء حركة جواد السيد مير محمد ليس من سمنة السيد ، إنما لثقل علم السيد يقال : نزل الشاه عباس من جواده فوراً ، وسجد لله سجدة الشكر ، لكونه يعاصر عالمين في هذه الدرجة من الأخوة وصفاء القلب .
نسال الله تعالى أن نكون قد تعلمنا من هذه الواقعة ما ارددنا أن نوصله لكم وهو أن المؤمن يجب أن يحمل أخيه المؤمن على أكثر من محمل ولا يترك الشيطان يسول له ما يشاء.