كلمة الحب لذيذة تصيبنا بالخدر و الدوار
كل شيئ فينا يذوب و يتفتت حتى اللغة نفسها تذوب
و الزمن و المكان يذوب و العقل يذوب
و القلب ايضا و نحنة ننطقها
اللغة تتعطل في لحظة الحب و يحل مكانها سكوت ناطق معبر
و الزمان و المكان يتلاشيان في غيبوبة صاحية تكف فيها اللحظات
عن التداعي و تنصهر في إحساس عميق بالنوة و النصر و الفرح
قد تكون هذه النشوة لحظة واحدة و لكن هذه اللحظة تصبح كالأبد
الحب يؤبدها فتستمر مائلة امام الشعور تستمر في المستقبل لسنوات طويلة تلاحق صاحبها و قد ألقت
ظلا طويلا على حياته و امتزجت بصحوه ونومه و احلامه و هذيانه و التصقت به من الداخل
فأصبح من المستحيل عليه أن ينفضها مع ثرثرة كل يوم ومشاغله و تفاهته
اصبحت بعض نفسه تحيا بحياته و تموت بمماته
في لحظة الحب ينفتح شيئ فينا ليس الجسد
بل ما هو أكثر بوابة الواقع كلها تنفتح على مصراعيها فتتلامس الحقائق و المعاني و المشاعر التي يحتوي
و يحدث الإنسجام من هذا التماس بين الأفكار و المعاني و الأحاسيس الرقيقة
و يخيل للأثنين في لحظة أنهما واحد و يسقط آخر قناع من أقنعة الواقع
تذوب الأنانية التي تفصلهما و يصبحان مصلحة واحدة و فكرة واحدة.
و لكنها لحظة خاطفة لأن الواقع ينسدل من جديد بين حبيبين فيعود الهم يعزلهما الواحد عن الآخر
هم الزمن و الساعة التي أزفت و الميعاد الذي أنتهى و الوقت الذي حتم
على كل منهما ان يعود الى عمله و هم المكان الذي يعزلهما كل واحد في بلد
وهم الجسد الذي يحوي كلا منهما في كيان مستقل من اللحم و الدم
وهم المجتمع الذي يحتوي على الأثنين و يطالبهما بإلتزامات و واجبات
وهم من الماضي الذي يدخل كشريك ثقيل الظل في كل لحظة
إننا لا نعيش وحدنا بل هناك الآخرون و كلهم ينازعون حريتنا و لقمتنا و حياتنا؟؟
و في هذا الزحام نضيع و يطمس الواقع على أحلامنا و يأخذنا معه في دوامة من التكرار
السخيف من الأكل و الشرب و النوم
لا نفيق منها إلا لنغيب فيها من جديد و نمضي حياتنا في روتين ممل لا ناتقي فيه بأنفسنا أبدا
و لا نتذوق الحب و لا نعرفه
إنها اقل من الحب بكثير فهي رغبة النوع و ليس رغبة الفرد
إنها علاقة بين طبيعتين و ليست علاقة بين شخصين
علاقة بين الذكورة و الأنوثة
و الفرد لا يكتشف نوعه وذكورته
و الحب يحتوي على الشهوة و لكن الشهوة لا تحتوي عليه
بالحب لا تكتشف فقط أنك ذكر و لكنك تكتشف أيضا أنك فلان
ولا يمكن أن تستبدلها بأخرى