بغداد ــ العربي الجديد:رصدت أجهزة الأمن العراقية، ثلاث عمليات دخول لزعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي إلى العراق منذ مطلع العام الجاري، ألقى خلال إحداها خطبة في مدينة الموصل بمحافظة نينوى، وأخرى تفقد فيها قواته ليلاً على مشارف الموصل، فيما عقد اجتماعاً في الثالثة، مع قادته الميدانيين في مدينة القائم، قبل ساعات من هجوم التنظيم على مدينة البغدادي غرب العراق واحتلالها، وفقاً لتقارير أمنية عراقية.
وبحسب ما يؤكد مسؤول عسكري، لـ"العربي الجديد"، فإن "التقرير المتطابق مع المعلومات الأميركية يشير إلى دخول البغدادي الى العراق ثلاث مرات فقط منذ مطلع الشهر الماضي قادماً من سورية، زار خلالها محافظتي نينوى والأنبار، والتقى بقياداته هناك، وتفقد قواته بشكل مفاجئ ليلاً على طريقة قادة الجيوش والوحدات العسكرية النظامية".
ويضيف الضابط العراقي، الذي يشغل رتبة عميد ركن برئاسة أركان الجيش، أن "البغدادي يتنقل بين المناطق بحذر كبير ويحيط به عدد كبير من المقاتلين المستعدين لتفجير أنفسهم بأي لحظة لحمايته حيث يرتدون أحزمة ناسفة وغالبيتهم غير عرب، كما ترافق سيارات موكبه المدرعة ضد الرصاص أصلاً عربات همر أميركية استولى عليها التنظيم في وقت سابق من احتلال الموصل والأنبار من الجيش العراقي مزودة بقاذفات صاروخية وصواريخ من طراز سيتريلا مضادة للطائرات، كما ويتنقل خلال العواصف ووقت الفجر حيث تلف المناطق تلك موجة ضباب كثيفة تنخفض معها مستوى الرؤيا في بعض الأحيان الى أقل من 20 متراً".
ورصدت دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والعراق، مكافأة مالية مقابل قتل أو اعتقال البغدادي تراوحت بين 20 و100 مليون دولار، ليكون أغلى مطلوب بالعالم منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي.
وتسعى القوات الأميركية في العراق وقوات التحالف الدولي المشتركة للوصول إلى مقر تواجد البغدادي، لكن تقارير أميركية تشير إلى أن "الرجل لا يستقر في مكان واحد ويغير موقعه في اليوم الواحد عدة مرات بناءً على خطط يضعها مستشارون أمنيون تابعون له، فضلاً عن صعوبة تمييزه خلال تواجده بين المقاتلين حيث يشاركهم كل شيء كأي عنصر تقليدي بالتنظيم".
وبحسب التقارير، فإن "البغدادي تفقد وبشكل مفاجئ قواته المنتشرة على حدود الموصل واستمع لهم لعدة ساعات، وسجل قبلها دخوله لمدينة الموصل مطلع الشهر الماضي، وألقى خطبة على عناصره في أحد المباني التابعة له، كما دخل العراق غرباً حيث مدينة القائم، والتقى بقيادات من داعش قبل ساعات من احتلالهم مدينة البغدادي 120 كلم غرب العراق".
وقد تواردت تلك المعلومات للقوات العراقية والأجهزة الاستخبارية، لكنها لم تكن ذات نفع، كونها وصلت متأخرة، وبعضها بعد أيام طويلة، بسبب احترافية أساليب التضليل التي يتبعها "داعش" وانقطاع الاتصالات وأسلوب التمويه والتخفي، خصوصاً عند اللجنة الأمنية في "داعش"، والتي تبرع في حماية زعيم التنظيم بشكل لافت، وفقاً للضابط العراقي.